تستذكر جماهير شعب كردستان رحيل المناضلة والبيشمركة مسؤولة مكتب الشهداء في الاتحاد الوطني الكردستاني وصفية بني ويس، قبل 8 سنوات إثر حادث سير على الطريق الرابط بين دربنديخان والسليمانية.
المناضلة والبيشمركة المخلصة وصفية بني ويس ولدت في حي المزرعة بقضاء خانقين في العام 1953، من عائلة وطنية كادحة، تخرجت من كلية الآداب -جامعة السليمانية في العام 1975، وفي مراحل الدراسة التحقت بصفوف عصبة شغيلة كردستان.
في العام 1974 قامت المؤسسات القمعية للنظام البعثي البائد بنفي والدها الى المناطق الجنوبية في العراق ومصادرة منزلهم بعد التحاق 3 من أخوتها بثورة شعب كردستان، وفي العام 1976 عملت كمعلمة في قضاء كلار، وبعد صدور أوامر تنظيمية إنتقلت المناضلة الراحلة الى منطقة طاسلوجة حيث كان النظام البعثي البائد قد انشاء هناك مجمعات قسرية للعوائل الكردية، وبهذا تحملت اعباء تنظيمات الثورة مع اعباء الوظيفة.
تسلمت الراحلة وصفية بني ويس مسؤولية فرع من منظمة ليلى قاسم للتنظيمات النسوية في العام 1977، وفي نفس العام نقلت نشاطاتها الى بغداد واتصلت بالتنظيمات الموجودة هناك، كان لها دور كبير في المهام اللوجستية ونقل الأسلحة والرسائل الى منظمة النسر الأحمر والتي كانت مهمتها نقل الحرب الى داخل بيوت الاعداء في بغداد، وفي العام 1978 عندما بدأ الإمام الخميني بتحركاته من النجف الأشرف ضد نظام الشاه في إيران، أوصلت المناضلة الراحلة رسالتين من الأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني الى المرجع الشيعي آية الله الخوئي في كربلاء والإمام الخميني في النجف، وفي الرسالة التي أرسلها مام جلال الى الإمام الخميني، أكد استعداد الاتحاد الوطني لأية مساعدة، واذا كان الإمام الخميني ينوي ترك الأراضي العراقية والعودة الى إيران لقيادة الثورة ضد نظام الشاه فإن الاتحاد الوطني الكردستاني مستعد لايصاله الى مدينة سردشت الإيرانية.
كانت الراحلة أول امرأة من داخل المدن تشارك في المؤتمر الأول لاتحاد معلمي كردستان في قرية بالسيان، صدر أمر القاء القبض عليها في العام 1986 من قبل أجهزة النظام البائد، لذا توجهت الى الجبال والتحقت بزوجها البيشمركة العتيد علي شامار، وواصلا النضال معاً، في العام 1989 انضمت الى صفوف اتحاد نساء كردستان بعد تأسيسه في مدينة سقز، وعملت بكل تفاني في هذا المضمار وكانت لها كتابات في أول عدد من مجلة (توار) التابعة لاتحاد نساء كوردستان.
كان لها دور كبير في جمع المساعدات للنازحين على الحدود الإيرانية اثناء الهجرة المليونية لشعب كردستان في العام 1991، وفي نفس العام عادت الى كرميان واصبحت عضوة في مركز تنظيمات كركوك.
في الفترة بين 1993- 2003 تسلمت مسؤولية فرع كركوك لاتحاد نساء كردستان وعضوة عاملة في مركز تنظيمات كرميان، انتخبت في العام 2003 كنائبة لمسؤول مركز تنظيمات خانقين.
في العام 2010 انتخبت عضوة للمجلس القيادي خلال المؤتمر الثالث للاتحاد الوطني الكردستاني، وفي نفس العام وبعد تأسيس مكتب الشهداء اصحبت أول مسؤول لهذه المؤسسة.
إن المناضلة الراحلة وصفية بني ويس، كانت واحدة من المناضلات والبيشمركة القدامى لشعب كردستان، وكانت طيلة حياتها مناضلة مخلصة، وتؤدي واجبها ومسؤولياتها بتفان واخلاص، ورحيلها خسارة كبيرة للاتحاد الوطني الكردستاني وشعب كردستان.