المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
يرى الكثير من الأطراف السياسية أن الوضع السياسي المتأزم قد يشهد انفراجة بعد عطلة عيد الفطر، بحجة وجود حراك خفي بعيد عن الاعلام بين القيادات والأقطاب السياسية في البلاد، قد يفضي بالنتيجة إلى حلحلة الأمور وتشكيل الحكومة الجديدة، في حين يشهد الواقع صمتاً وجموداً بين تلك القوى المسببة لهذا المشكلة، ولكن يبدو أن ضغط الدول الاقليمية والدولية كفيلة بتجاوز هذه الأزمة والبدء بمرحلة جديدة.
العبور من الأزمة
رئيس مركز الدراسات الأستراتيجية العربية الأوربية في باريس الدكتور عامر الربيعي يرى أن ” عبور البلاد من هذه الأزمة، يكمن في تشكيل حكومة استحقاق انتخابي بين الاطار التنسيقي والتيار الصدري، وأن ما ينتظر العراق من هكذا خليط من( منظومة الحلبوسي وصالح والكاظمي) فأنه وفق المعطيات الموجودة على الساحة العراقية فأن الجميع يتحرك وفق الأجندات الاقليمية والدولية، وبالتالي هؤلاء فشلوا سابقاً وسيفشلون لاحقاً في قيادة العراق، أضف إلى ذلك أن الرئاسات الثلاث أصبحت عبئاً على البلاد، وليس البرلمان فقط بعد فشله في عقد جلستين كاملتي النصاب، بسبب عدم استطاعة الجميع من استخدام صلاحياته الدستورية”.
حكومة استحقاق
وبين الربيعي لـ( المسرى) أن ” الذهاب لحكومة الاستحقاق الانتخابي أمر ضروري جداً، حيث يجب التوافق بين الاطار التنسيقي والتيار الصدري لقيادة المرحلة القادمة واخراج البلاد من هذه الأزمة التي جر إليها من قبل قيادات فاشلة مرتبطة بدول خارجية”، موضحاً أن “التوافق بين الاطار والتيار هو الحل الوحيد، لا بل المخرج المثالي للأزمات في هذه المرحلة من تاريخ العراق”.
نظام فاشل
أما الكاتب والباحث في الشأن السياسي العراقي وهاب رزاق الهنداوي فيقول لـ( المسرى) إن” النظام البرلماني في العراق أبدى فشله وعدم جدواه ونفعيته، وخير مثال فشله في عقد جلستين كاملتي النصاب لاختيار رئيس الجمهورية، أضف إلى ذلك جملة وزخم التجاذبات السياسية في البرلمان حين تشكيل الحكومة والتي قد تصل كما الدورات السابقة إلى 6 أشهر او أكثر”، لافتاً إلى أن “البدايات غير الموفقة للبرلمان، دليل على أستمرار فشله مستقبلاً، لأن المشكلة بالتشكيلة التي فازت في الانتخابات، بدليل عدم تمكن أي كتلة نيابية مهما كان عددها لغاية اليوم من تشكيل الحكومة بدون الرجوع إلى التوافقات مع الكتل الأخرى”.
أمر وارد
وأضاف الهنداوي أن” موضوع حل البرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة في الأشهر القليلة القادمة إذا لم يصار إلى حل بين الفرقاء أمر ليس ببعيد، وهو خيار وارد جداً، لأن الصراع داخل المكونات ومن ثم فيما بينها، يؤدي بالبلاد إلى صراعات أخرى جانبية”، مبيناً أن” البرلمان الحالي في ظل هذا الأوضاع لن ينجح أبداً في تشكيل الحكومة،لأن الأطراف السياسية في الأساس غير جادين في هذه المسألة، بدليل مضي أكثر 6 أشهر على إجراء الانتخابات ،وإلى اليوم لم يلوح في الأفق أي أمل جديد”.
إشعار آخر
وبعد فشل مجلس النواب العراقي بعقد جلستين للتصويت على اختيار رئيس الجمهورية وتأجيل عقد جلسة لحسم الموضوع إلى إشعار آخر يعرض العملية السياسية في العراق لخطر كبير،فلا بد لجميع القوى السياسية إلى لملمة أمورها والتنازل عن بعض مطالبها والتقدم بحلول ترضي جميع الأطراف أ يحصل ما لا يحمد عقباه.