تغطية: عباس محمد – خانقين
إعداد: كديانو عليكو
ان ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة وانهيار بعض الاسر في محافظات العراق عوامل تقود الاطفال الى سوق العمل مبكرا.
ومع غياب القوانين الرادعة او الدعم الفعال، تتحول هذه الظاهرة الى ازمة صامتة تسلب الاطفال احلامهم وتزرع فيهم خوفا من غد لا يعرف ملامحه.
واكد باحث اجتماعي، ان اهم سبب لعمالة الاطفال هو غياب الوعي الاسري وقلة دعم الحكومة العراقية للقطاع الخاص والمشاريع الصغيرة على وجه التحديد وعدم تعيين المتخرجين من المعاهد والجامعات.
يقول الباحث احمد الزهاوي للمسرى: إن “عمالة الاطفال لها عدة اسباب منها غياب الوعي الاسري واهمال هذه المسالة المهمة وبدلا من دعم الاطفال لتكوين مستقبل ومجتهد في الدراسة يقوي معلوماته ويغذي ثقافته، يشجعونهم على اعمال شاقة، مضيفا ان السبب الاخر هو تردي الواقع الاقتصادي ومعاناة جميع الاسر في العراق بسبب غلاء المعيشة وعدم استقرار اسعار صرف الدولار وعدة اسباب اقتصادية اخرى”.
واوضح الزهاوي، ان “السبب الاخر هو قلة دعم الحكومة للقطاع الخاص والمشاريع الصغيرة على وجه التحديد وعدم تعيين المتخرجين من المعاهد والجامعات، ما يضطرون الى القيام باعمال لا علاقة لها باختصاصهم”.
من جانبه اكد المحامي اركان كاكيي للمسرى، ان “هناك اطفال دون عمر الثامنة عشر وهو السن القانوني يعملون في مهن بكافة المجالات في غالبية مناطق العراق مثل النجارة والحدادة وفي العمالة والمطاعم، مشيرا الى عمل الاطفال الصغار في هذه المهن مخالف للقانون، مبينا انه قانونا يجب محاسبة الاب حول السماح لابنه بالعمل في هذه المهن، بسبب الفقر والحاجة”.
ويحتل العراق المرتبة الرابعة عربياً في عمالة الأطفال، بينما يشدّد قانون العمل على أهمية القضاء على كلّ مظاهرها، إذ يحدّد سنّ العمل بـ15 سنة، وحسب إحصائية لوزارة التخطيط، فإنّ نحو 1.1 مليون طفل عراقي محرومون من حقوقهم في التعليم والصحة.
وسبق أن حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، من تأثيرات ارتفاع نسب الفقر على أطفال العراق، داعية إلى العمل لبناء بيئة شاملة لحماية الأطفال الذين يشكلون الغالبية بين نحو 4.5 ملايين عراقي معرضين لخطر الفقر من جراء تداعيات النزاع.
ويضطر آلاف الأطفال العراقيين إلى ممارسة العمل لإعالة عائلاتهم، في ظلّ ظروف معيشية صعبة في البلاد، وقدرت مفوضية حقوق الإنسان العراقية في إحصاءات سابقة، نسبة عمالة الأطفال بـ 2%، أي نحو 800 ألف طفل، بالمخالفة لقانون العمل، مشيرة إلى أن ممارسة الأطفال العمل تشكل خطورة عليهم، إلى جانب تعرّضهم للاستغلال من عصابات التسول أو الاتجار بالبشر أو المخدرات وغيرها.