أ.م.د. ژینۆعبدالله – جامعة السليمانية
كانت الجمعة رمادية، لا بسبب الغيم، بل بسبب تلك العاصفة الترابية التي لفّت المدينة بلون الغبار. لم نخرج كعادتنا، وكانت العائلة مجتمعة في البيت. أما أنا، فوجدتني ألوذ بمكاني المفضل: مكتبتي. هناك، حيث تسكن الكتب كأنها أرواح تنتظر من يوقظها، وقعت يدي على رواية “البيضاء” ليوسف إدريس. لا أدري ما الذي دفعني إليها.
يوسف إدريس (1927 – 1991)، ليس مجرد روائي، بل صوت جيلٍ كامل. رائد القصة القصيرة، عاش بين البسطاء، وكتب بلغتهم، بلهجتهم، وبأحلامهم المكسورة. مزج في أسلوبه بين نبض العامية ووقار الفصحي، وخلق من هذا المزيج مدرسة كاملة أعجبت بها طه حسين (1889–1973)، فتبنّاها وأثني عليها.


