لطيف نيرويي
لم تكن إقامة منتدى “ديلفي” الاقتصادي الدولي في مدينة السليمانية بحضور العشرات من الشخصيات البارزة من كردستان والعراق ودول الجوار والعالم وبرعاية نائب رئيس وزراء إقليم كردستان قوباد طالباني وإشراف وزارة الخارجية اليونانية، مجرد حدث اقتصادي وتجاري هام يُبرز المدينة ودورها مستقبلا على أنها مركز مهم وضخم للاقتصاد والتجارة في كردستان والعراق والمنطقة، كما لم يكن المنتدى فرصة مؤاتية لتبادل الآراء والاستفادة من تجارب البلدان الأخرى وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وإنعاش القطاع الاقتصادي في إقليم وتقييم المشهد الاقتصادي فيه من قبل خبراء ذلك المجال فحسب، إنما يشكل ذلك (المنتدى) معنى ورمزية أخرى للسليمانية، سيما مع زيارة المفكر والسياسي التركي اللامع أحمد داوود أوغلو الذي انعكست نظرياته السياسية والجيوبولوتيكية سابقا على الكثير من المجالات الاستراتيجية التركية.
إن ظهورَ أوغلو في أماكن عدة من مدينة السليمانية وزيارته لضريح الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني وتصريحاتِه حول زيارته للمنطقة وخاصة تلك التي قال فيها إن زيارتي لمدينة السليمانية شرف عظيم، بددت الشكوك ودفعت التهم التي ألحقت سابقا بالمدينة والأمن والاستقرار فيها وأظهرتها على حقيقتها الناصعة، ومن الممكن أن تغدو زيارة أوغلو عاملا لبدء صفحة جديدة وتطبيع العلاقات بين أنقرة والسليمانية وتبادل الرؤى الإيجابية حيال البعض وبما يصب في مصلحة تركيا وإقليم كردستان وخدمة القطاع الاقتصادي والتجاري والسياحي والقطاعات الأخرى وإنعاشها، ويشرع مجددا في تعزيز علاقات البلدين الجارين وفق مبدأ المصالح المشتركة.