أ.م. ژینۆ عبدالله
في يوم مميز من أيام العلم والمعرفة، قام عدد من طلبة قسم القانون في الجامعة الأمريكية بمدينة السليمانية بزيارة خاصة إلى محكمة السليمانية. وكان في استقبالهم القاضي القدير “هاوڕێ شێخ لطيف” ، حاكم محكمة الجنح في السليمانية، الذي استقبلهم بكل حفاوة وترحاب داخل إحدى قاعات المحكمة.
خلال اللقاء، قدّم القاضي “هاوڕێ ” محاضرة توجيهية قيّمة، تناول فيها محاور متعددة تتعلق بآداب وأخلاقيات العمل القضائي، وأهمية اللغة العربية في المجال القانوني، مشددًا علي أن إتقانها ضرورة لكل من ينوي أن يسلك درب العدالة، سواء كان قاضيًا أم محاميًا.
كما شرح للطلبة آليات عمل المحاكم، وأنواعها، وكيفية سير القضايا فيها، وتوقف عند بعض القوانين المهمة في إقليم كوردستان، مثل قانون مكافحة العنف الأسري، وقانون الصحافة، وقانون منع إساءة استخدام الأجهزة الإلكترونية. وأوضح أن هذه القوانين، على الرغم من وجود بعض الملاحظات عليها، تُعد متقدمة ومهمة، مشيرًا إلي أن مثل هذه القوانين غير متوفرة في العراق.
ومن جانب آخر، تحدث القاضي في محاضرته عن شروط وأسس المحامي الناجح، مؤكدًا أن الخطوة الأولى تكمن في السمعة الطيبة، ثم الالتزام بالمهنية، والقدرة علي قراءة لغة الجسد، مع الحرص على مظهر لائق، وصوت جهوري واضح. وأضاف أن المحامي يجب أن يحب مهنته، ويطّلع علي ملف قضيته بدقة قبل المرافعة، إلى جانب شروط أساسية أخري تُسهم في نجاحه وارتقائه في مجاله.
ولم يخلُ اللقاء من روح الحوار والمداخلات، إذ طرح الطلبة أسئلتهم واستفساراتهم حول طبيعة العمل القضائي وتحدياته اليومية، فكان القاضي يجيب عليها بصدر رحب، وأسلوب شفاف، ممزوج بخبرة مهنية تمتد لأكثر من ثلاثين عامًا.
كما شدّد الحضور على أن اللغة العربية تشكّل العمود الفقري للمهنة القانونية، ولا يمكن للقاضي أو المحامي أن ينهض بمسؤولياته من دون إتقانها نطقًا وكتابةً وفهمًا، باعتبارها لغة القوانين، والمرافعات، والأحكام. وأجمعوا على أن تعلّمها وإتقانها يُعد من أولويات طالب القانون في حياته الأكاديمية والمهنية.
كان لقاءً ترك في نفوس الطلبة أثرًا طيبًا، وفتح أمامهم نوافذ جديدة لفهم آليات العمل القضائي من داخل أروقته، ليكون خطوةً أولي نحو بناء شخصيات قانونية مؤهلة، قادرة علي خدمة المجتمع بعلمها وتجربتها.