الكاتب..عبد الكريم عبد الله بلال
قبل أسابيع، ابتُليت الثروة الحيوانية في العراق بمرض الحمى القلاعية، الذي تسبب بهلاك المئات من رؤوس الجاموس العراقي، وكذلك الأبقار والأغنام، خاصة في بغداد والمحافظات الجنوبية والموصل وكركوك وبعض محافظات الفرات الأوسط. وقد تضرر عشرات المربين اقتصاديًا نتيجة لذلك. لم تنتهِ سلسلة الأمراض الفيروسية المعدية عند هذا الحد، فبعد أيام من انتهاء مرض الحمى القلاعية، إذا بنا نتفاجأ بمرض الحمى النزفية يصيب قطعان الماشية العراقية. ولكونه من الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان، فقد حصلت العديد من الوفيات في عدد من المحافظات بين البشر والحيوانات. وقد امتد انتشار المرض أفقيًا إلى عدة محافظات، منها الناصرية والبصرة والنجف وكربلاء وبغداد وكركوك والموصل والكوت وديالى… نرى تصريحات المسؤولين في المؤسسة الصحية والزراعية البيطرية وبعض اللجان الزراعية في بعض المحافظات واللجنة الزراعية البرلمانية متضاربة؛ فمنهم من يعزوها إلى عدم الإمكانات، ومنهم من يعزوها إلى قلة الأطباء البيطريين في المستشفيات والمستوصفات البيطرية، ومنهم من يعزوها إلى عدم متابعة المراعي، والآخر إلى الرعي العشوائي داخل المدن. والأهم أن المختصين البيطريين يشيرون إلى عدم توفر اللقاحات والعلاجات، لا للحيوان ولا للإنسان، وعدم وجود مجازر نظامية متوفرة فيها كافة المواصفات الفنية، ومنها البرادات، التي من الممكن إذا خُزِّن اللحم فيها ليوم واحد قبل إرساله إلى محلات بيع اللحوم أن تنتهي الحالة المرضية منه إن كانت موجودة. يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: إذا كان المرض مستوطنًا في العراق منذ سنوات عديدة، فلماذا لم تتخذ الإجراءات الضرورية لإيقافه وحماية الإنسان والثروة الحيوانية منه؟؟
ولذلك، طرح ذوو الاختصاص العديد من المقترحات لتلافي الحالة الآن وفي المستقبل، ومنها:
أولاً: قيام فرق من المستشفيات البيطرية ومستوصفاتها والثروة الحيوانية ومديريات الزراعة بجولات ميدانية لمشاريع الثروة الحيوانية من أبقار وجاموس وأغنام وماعز، ومتابعتها من حيث الإدارة والنظافة والصحة العامة والتغذية، مع التأكيد على النظافة؛ حيث إن الناقل المرضي هو حشرة القراد، وذلك لغرض معالجتها في حالة تواجدها.
ثانياً: قيام الدوائر البلدية والبيطرية بمنع الرعي العشوائي داخل المدن وتنفيذ القوانين والمحاسبة الصارمة بحق المخالفين.
ثالثاً: متابعة المجازر بشكل يومي، وفرض توفير البرادات اللازمة لحفظ اللحوم بعد الذبح لمدة (24) ساعة.
رابعاً: إقامة ندوات إرشادية في عموم الريف، وللنساء خصوصًا في المدن؛ لأن الإصابات لدى النساء أكثر بسبب تعاملهن المباشر مع اللحوم، وذلك من قبل الأقسام الإرشادية والمستشفيات البيطرية.
خامساً: منع الذبح العشوائي في محلات الجزارة والطرقات العامة من قبل دوائر البلدية والبيطرية.
سادساً: منع حركة نقل الحيوانات بين المحافظات العراقية أثناء حدوث الإصابات بالمرض، والإعلان عن الحالات بشفافية كي يحذر منها المواطنون، وعدم التكتم بحجة إشاعة الخوف.
سابعاً: زيادة إمكانات المستشفيات البيطرية من حيث عدد الأطباء والكوادر الوسطية والمختبرات في جميع أنحاء العراق دون استثناء، مع زيادة الدعم المالي لها من خلال الموازنة العامة.
ثامناً: توفير اللقاحات اللازمة للإنسان من خلال وزارة الصحة، وللحيوان من خلال وزارة الزراعة، وكذلك العلاجات قبل فترة من توقع حدوث المرض، حيث ترتفع درجات الحرارة.
طريق الشعب