اعداد .. محمد البغدادي
وزارة الموارد المائية العراقية حذرت من أن النهرين قد يجفّان بحلول عام 2040
يواجه العراق أزمة مائية كبيرة بسبب ارتفاع معدلات الاستهلاك وتدهور جودة المياه. فيما يساهم تلوث المياه في دجلة والفرات في تفاقم المشكلة، حيث تتسبب الأنشطة الصناعية والصرف الصحي في تدهور جودة المياه. في الحين تسبب الجفاف في خسارة مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وانخفاض إنتاجية الزراعة، مما يؤثر على الأمن الغذائي للعراق. ويؤدي الجفاف إلى نقص حاد في المياه، يؤثر على استقرار السكان ويؤدي إلى توترات اجتماعية ويزيد من مساحات التصحر.
الحاجة الملحّة إلى إصلاحاتٍ هيكلية وتعزيز الحوار الإقليمي
الخطر الأكبر بات يهدد نهري دجلة والفرات، شكّلا أساس الحضارات القديمة، يواجهان اليوم إجهاداً مائياً شديداً يقلق مستقبل العراق الاجتماعي والاقتصادي والبيئي.
وزارة الموارد المائية العراقية ، حذرت من أن النهرين قد يجفّان بحلول عام 2040 إن لم تُتخذ إجراءاتٌ عاجلة. وإدراكاً لهذه المخاطر، اتّخذت حكومةُ العراق خطوةً تاريخية في عام 2023 بانضمامها إلى اتفاقية الأمم المتحدة للمياه، لتكون أولَ دولةٍ عربيةٍ تقوم بذلك.
الانضمام لا يمثل سوى البداية. وإذ يواصل العراق مسيرته ضمن مشهدٍ مؤسّسيّ وبيئي وإقليمي معقّد، يكمُن الاختبار الحقيقيّ في تحويل الالتزام إلى تنفيذٍ منسّقٍ وفعّال.
فعالية التنسيق المؤسسي يُضعفها تداخل الصلاحيات وقلَّة التكامل
منذ انطلاق عملية الانضمام في عام 2014، خطا العراق خطواتٍ مشهودةً نحو تحقيق أهداف الاتفاقية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. وقد تمّ تأسيسُ لجنةٍ وطنيةٍ مشتركةٍ بين الوزارات برئاسة وكيل وزارة الموارد المائية، لتضطلعَ بدورٍ محوريّ في تعزيز التنسيق بين القطاعات وتوجيه جهود التنفيذ. ومن خلال هذا المسار، أطلق العراق “الحوار الوطني حول المياه”، جامعاً بين الحكومة والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والشركاء الدوليين بهدف تعزيز الاتساق في السياسات وإصلاح قطاع المياه. وقد أسفر هذا عن اتفاق توأمةٍ مع كازاخستان لتبادل الخبرات الممتدة لعقودٍ في مجال التعاون على المياه العابرة للحدود.
لا يزال العراق يواجه تحديات متعددة الأبعاد يجب معالجتها