في قلب القاهرة، وفي زمن تتشابك فيه الأزمات وتتداخل الجغرافيا بالهويات، يُفتتح قريبًا “مركز جلال طالباني للدراسات العربية الكردية والدولية” ليكون أكثر من مجرد صرح أكاديمي؛ بل وعدًا صادقًا باستمرار الحوارات التي بدأها رجل من طراز خاص.
الرئيس جلال طالباني، الذي لم يكن فقط زعيمًا كرديًا، بل صوتًا عابرًا للحدود، صديقًا صادقًا للعرب، ورجل دولة حمل على كتفيه همّ العراق، وهمّ التعددية، وهمّ التعايش.
لم تكن علاقة الرئيس جلال طالباني بمصر علاقة عابرة أو بروتوكولية، بل علاقة ذات جذور فكرية وتاريخية.
ففي لحظات التحولات الكبرى التي شهدها العراق والمنطقة، كانت القاهرة دائمًا منبراً استمع فيه مام جلال إلى نبض العرب، وشارَكهم رؤيته لدولة مدنية، تعددية، عادلة. وكان من القلائل الذين أدركوا أن قوة الكرد لا تُبنى على العزلة، بل على التحالفات الثقافية والسياسية مع العرب، وعلى رأسهم مصر.
اليوم يتحول هذا الإرث إلى مؤسسة.