يد الموعد الانتخابي تدق أبواب المحافظات بقوة ، مستشعرة الرهبة من التهميش وطردها من الإهتمام السياسي ومصدر القرار وزيادة في الخدمات وتموضعها في إدارة الدولة على مستويات الحكومة والبرلمان ومجالس المحافظات والتمثيل في القائممقامية والنواحي والبلدات ، وهو أمر لن يفت زعامات الأنبار وعشائرها من أن تقف خلف الأبواب لمسك تلك اليد التي تحاول تهميشها وفق (تقارير ) تحدثت عن حراك من جانب القوى المهيمنة والنافذة في المشهد الأنباري في المناطق الغربية وحتى الشمالية منها ذات العمق السني تحديدا.
المناطق الغربية من البلاد وتحديدا في محافظة الأنبار تشهد الغليان السياسي والاجتماعي ، وسط اتهامات متبادلة بين القوى الفاعلة، وقلق متصاعد بين السكان نحو لمن ستكون الغلبة في (المربع) الانتخابي السني.
من قلب الرمادي والفلوجة تشير التقارير ( طالعها المسرى ) إلى محاولات حثيثة من بعض الأحزاب السياسية لتكريس هيمنتها على الساحة الانتخابية من خلال ممارسات لا تخلو من التهميش، فيما تسجل أصوات عشائرية بارزة اعتراضها على ما تسميه “تفردًا بالقرار واحتكارًا للسلطة.
محمد الفهداوي، القيادي في تحالف “الأنبار المتحد” أكد في حديث للصحافة ، أن “حزب تقدم، بزعامة محمد الحلبوسي، بدأ مبكرًا باستخدام أساليب الترغيب والترهيب في محافظة الأنبار ضمن حملته الانتخابية المقبلة”، مشيرًا إلى أن هذه الأساليب تكررت خلال انتخابات مجالس المحافظات السابقة. حسب قوله
وأشار إلى أن “المنافسة الانتخابية في الأنبار ستكون حامية بين حزب تقدم وحزب عزم”، متوقعًا تصاعد هذه المنافسة في الأشهر المقبلة.
في غضون ذلك، حذّر محمد أحمد عدنان الدليمي، وهو شيخ من وجهاء محافظة الأنبار، في تصريح للصحافة طالعه المسرى من “تداعيات تصاعد النزاعات العشائرية في المحافظة”، متهمًا “حزب رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي بإشعال الأزمة”. والقول على ذمته
وأكد الدليمي أن”جهود وجهاء وشيوخ الأنبار لتقريب وجهات نظر تحالف تقدم بزعامة الحلبوسي وعشيرة البو مرعي باءت بالفشل، بعد تصاعد التوترات إثر منع زعيم الحزب ورئيس لجنة النفط والغاز النيابية، هيبة الحلبوسي، عقد مؤتمر انتخابي في منطقة البو مرعي بالرمادي”. حسب وصفه
وتُعد محافظة الأنبار واحدة من أكبر المحافظات العراقية مساحةً، وأكثرها تعقيدًا من الناحية الاجتماعية والسياسية، حيث تتداخل الولاءات العشائرية مع المشاريع الحزبية.
وتبدو المحافظة أمام اختبار حاسم، إما بترسيخ مشروع ديمقراطي قائم على التعدد والتنافس الشريف، أو الانزلاق نحو مزيد من التأزيم، الذي قد لا تقتصر تداعياته على الأنبار وحدها، بل تمتد إلى عموم المشهد العراقي المتوتر.