اعداد _ محمد البغدادي
تقترب المسافة بين المواطن والمربع الانتخابي بضمن المدد التي حددتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ،وأكدت عليها رئاستا الجمهورية والوزراء ، فيما تشتد المنافسة المحمومة بين الكتل السياسية على الظفر بمقاعد أكبر ومحاولة تكوين الأغلبية المريحة دون تعقيدات اللجوء الى تحالفات لا تؤتمن في ظل الأوضاع المربكة بين الكتل التي تشكل مناطق تتداخل في تركيبتها الجيو سياسية عوامل لم تعد خافية على الجميع _ مذهبية وقومية وعشائرية من شأنها رسم الخارطة القادمة في البلاد ، الى جانب دخول تيارات وقوى سياسية جديدة كتيار رئيس مجلس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني ( الفراتين ) في حين تستعد قوى ما يطلق عليها ( تشرينيين ) للدخول في عصبة القوى الكبيرة او التماهي معها لتسجل لنفسها مقاعد في صراع الغلبة.
عضو تحالف الفتح سلام حسين، أكد الجمعة30/5/2025 ، أن الصراع الانتخابي في العاصمة بغداد سيكون كبيرًا نظرًا لأهميتها من حيث الحضور الانتخابي والتمثيل النيابي. مشيرا الى أن بغداد تتميز عن بقية المحافظات بكونها تضم أعلى نسبة من الحضور الانتخابي والتمثيل النيابي، ما يجعل المنافسة فيها أكثر حدة بين الكتل السياسية.
وأضاف في تصريح طالعه المسرى ،نتوقع أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة أعلى من سابقتها، في ظل الاستعدادات المكثفة من مختلف القوى السياسية، مبينا أن الكتل الكبيرة تمكنت من استقطاب أغلب النواب المستقلين، ما يعزز موقفها في السباق الانتخابي.
وبدأ التنافس الانتخابي بين القوى السياسية التقليدية في العراق بشكل مبكر، حيث أطلق رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي تصريحات مثيرة أشار فيها إلى نيته السيطرة على غالبية المقاعد في بغداد.
ردود فعل الإطار التنسيقي
وأعلن زعماء الإطار التنسيقي الشيعي خوض الانتخابات بشخوصهم في بغداد، في محاولة لاستعادة المقاعد التي فقدوها لصالح تحالف تقدم في انتخابات مجالس المحافظات السابقة، مما يدل على صراع محتدم بين الزعامات السنية والشيعية في العاصمة.
رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي اعتبر أن خروج رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من الإطار التنسيقي وخوضه الانتخابات بقائمة منفردة يعكس تشتتاً داخل الإطار. في حين يرى، المحلل السياسي إبراهيم السراج، أن الانقسامات لن تضعف الإطار، وأن حصة رئاسة الوزراء ستبقى له كونه الكتلة الأكبر والأكثر تماسكا.
وقال السراج في تصريح طالعه المسرى ، إن الانشقاقات الأخيرة داخل الإطار التنسيقي، والتي شملت شخصيات مثل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وفالح الفياض، واحمد الأسدي، لم تؤثر على تماسك الإطار لاسيما في ظل استمرار وجود قوى فاعلة مثل ائتلاف دولة القانون، وتحالف الفتح، وحركة الصادقون، إلى جانب أطراف أخرى متمسكة بثوابت المقاومة.
وأوضح أن سيناريو التحالف الثلاثي فشل فشلًا ذريعًا في السابق رغم الدعم الكبير الذي حظي به من الإدارة الأميركية والبريطانية والخليجية”، ( حسب تعبيره ) معتبرًا أن “إعادة إحياء هذا المشروع مقامرة سياسية قد تضر بمن يتبناها وتؤثر سلبًا على تاريخه السياسي.
وشدد على أن التباين في وجهات النظر والانقسامات السياسية داخل الإطار التنسيقي لن تضعف من قوته، موضحا أن حصة رئاسة الوزراء ستبقى من نصيب الإطار بوصفه الكتلة الأكبر والأكثر تماسكا.
توقعات بمشاركة شيعية واسعة في بغداد
الباحث السياسي عائد الهلالي توقع مشاركة كبيرة من الشيعة الذين قاطعوا الانتخابات السابقة، بسبب التصريحات السياسية المثيرة ومواقف الزعامات الشيعية، ما قد يؤثر على توزيع المقاعد في بغداد. الهلالي قال في تصريح طالعه المسرى ، إنه سيكون التنافس بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي من أشد المنافسات في الانتخابات المقبلة بمحافظة بغداد.
ونوه بأن التحالفات السياسية الحالية واضحة ومستقرة، ولا يتوقع حدوث تغييرات كبيرة قبل الانتخابات، إلا إذا ظهرت متغيرات جديدة بعد الاقتراع تعيد تشكيل المشهد السياسي.
وأعلن مجلس الوزراء ، في وقت سابق، تحديد 11 تشرين الثاني 2025 المقبل موعدا رسميا لإجراء الانتخابات البرلمانية، وسط تصاعد الخلافات السياسية بشأن قانون الانتخابات وآلية توزيع الدوائر الانتخابية.
في الاثناء ، جدد رئيس المحكمة الاتحادية العليا، القاضي جاسم محمد عبود، الأربعاء الماضي التأكيد على أن الدستور ضمن حقوق وحريات العراقيين منها التصويت والانتخاب والترشيح.
وذكر بيان للمحكمة، طالعه المسرى ،أن رئيس المحكمة الاتحادية العليا القاضي جاسم محمد عبود استقبل السفير البريطاني عرفان صديق والوفد المرافق له في مكتبه بمقر المحكمة الاتحادية العليا ،وأشار إلى، أنه تم خلال اللقاء التطرق الى وجوب تعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات بين جمهورية العراق والمملكة المتحدة ولا سيما في مجال القضاء الدستوري.
وقال رئيس المحكمة بأنه “رغم الصعوبات التي يمر بها العراق، الا أن دستور جمهورية العراق لعام 2005 باعتباره وثيقة الشعب العراقي والتي لا يجوز تجاوزها لأي سبب كان قد وضعت المبادئ الاساسية للبناء الديمقراطي الصحيح من أجل الوصول الى ديمقراطية الشعب وتحقيقاً لمبدأ سيادة القانون والتداول السلمي للسلطة وفقاً لما جاء في المادتين (6،5) من الدستور”.
وأضاف، أن العراق مقبل على أجراء انتخابات عامة للدورة البرلمانية القادمة وأن مقياس نجاح الانتخابات يتوقف على نسبة المشاركة الحقيقية للشعب فيها.
من جهته، أكد السفير البريطاني أن بلده حريص على التعاون مع دولة العراق في كافة المجالات بما فيها التعاون لغرض الوصول الى تلك الاهداف الدستورية من البناء الديمقراطي الصحيح والحفاظ على المال العام وسيادة القانون.
وفي كل دورة انتخابية، تتكرر المعادلة ذاتها” نسب مشاركة منخفضة، بطاقات غير محدثة، وقاعدة جماهيرية واسعة تظل خارج اللعبة السياسية، تُعرف اليوم اصطلاحًا بـ”الأرض البكر” أي الكتلة الصامتة التي لم تصوّت قط، إما لعدم القناعة، أو بفعل الإهمال، أو بسبب الإحباط المزمن من أداء النظام السياسي.
البيضة الذهبية
لكن ماذا لو تغيّر هذا المشهد؟ هل يمكن تحويل هذه الكتلة الصامتة إلى قوة انتخابية ضاربة؟
وفقًا لبيانات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، فإن ملايين المواطنين لم يشاركوا في أي اقتراع سابق، وبعضهم لا يملك بطاقة بايومترية محدثة. هذه الفئة ليست قليلة، بل هي “البيضة الذهبية” لأي مشروع سياسي يريد قلب الطاولة.
اما عن أسباب عدم استثمار هذه الكتلة البشرية فالبعض يعزوه الى غياب الحملات التوعوية الجادة، وخيبة الأمل من التجارب السابقة، والإحساس بعدم جدوى الصوت الانتخابي.
لكن الواقع يُثبت أن من يُحسن مخاطبة هؤلاء، سيتحول إلى صانع موازين وقائد مسارات.
مفاتيح التحفيز: كيف نوقظ “العملاق النائم”؟