السليمانية – بشير علي
شهدت مدينة السليمانية حركة سياحية نشطة مع بدء عطلة عيد الأضحى، حيث توافد آلاف الزوار من مختلف المحافظات العراقية ومن دول الجوار لقضاء العطلة وسط أجواء جبلية معتدلة ومقومات ترفيهية وثقافية متنوعة.
وتحولت السليمانية، المعروفة بجمال طبيعتها ومناخها المعتدل مقارنة ببقية مدن العراق في الصيف، إلى وجهة مفضلة للعائلات الباحثة عن الراحة والهدوء، إضافة إلى الشباب المهتمين بالتجارب الثقافية والتاريخية التي تزخر بها المدينة.
فنادق ممتلئة ومواقع سياحية مزدحمة
أفاد عدد من أصحاب الفنادق ومكاتب السفر بأن نسبة إشغال الفنادق تجاوزت 90% منذ بداية الأسبوع، وسط إقبال لافت على الحجوزات، لا سيما في المناطق المحيطة بمنتزه “أزمر” وسلسلة جبال “غويزجة”، ومتنزهات “سرجنار” و”دوكان”، حيث يقصدها السائحون للاستمتاع بالأجواء الطبيعية ومياه الأنهار الباردة.
وقال مدير أحد الفنادق الكبرى وسط المدينة: “لم نشهد هذا الإقبال منذ فترة طويلة، وبدأت الحجوزات تزداد منذ أوائل يونيو. العائلات تأتي من بغداد، البصرة، وحتى من خارج العراق كإيران وتركيا”.
تنشيط للاقتصاد المحلي
هذا التوافد الكثيف ساهم في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي، حيث انتعشت الأسواق والمطاعم والمقاهي، وارتفعت نسب المبيعات في المحال التجارية، خاصة تلك التي تعرض الصناعات اليدوية الكردية والمنتجات التراثية.
وأشار رئيس اتحاد السياحة في السليمانية، كريم محمد، إلى أن “عيد الأضحى يشكل فرصة ذهبية لإنعاش السياحة الداخلية، ونحن نلاحظ نمواً ملحوظاً في أعداد الزوار عاماً بعد عام، ما يستدعي تطوير البنية التحتية وتعزيز الخدمات”.
جهود أمنية وخدمية
من جانبها، أعلنت مديرية السياحة بالتعاون مع الجهات الأمنية في السليمانية عن خطة موسعة لضمان سلامة السائحين وتقديم أفضل الخدمات لهم خلال فترة العيد، عبر نشر مفارز أمنية وتوفير مراكز معلومات سياحية بلغات متعددة، إلى جانب تفعيل الخط الساخن للشكاوى والاستفسارات.
وأكد المتحدث باسم شرطة السليمانية، الرائد دلير عمر، أن “الوضع الأمني مستقر تمامًا، وتم نشر مفارز راجلة وآلية في معظم المواقع السياحية، خاصة تلك التي تشهد كثافة في عدد الزوار”.
السليمانية.. وجهة العيد الجديدة
مع استمرار الاستقرار الأمني والتنوفع الثقافي والجغرافي الذي تقدمه المدينة، يبدو أن السليمانية تكرس مكانتها كإحدى أبرز الوجهات السياحية في العراق خلال المواسم والعطل الرسمية. ويعكس هذا التوافد السياحي المتزايد رغبة العراقيين في استكشاف مناطق جديدة داخل بلادهم بعيدًا عن صخب المدن الكبرى وحر الصيف اللاهب.