يوصف شغف الرجل بجمال المرأة منذ الأزل، فكان مصدر إلهامه ومحل اهتمامه ولم يزل، فوصفها بأبلغ الكلام.
تغزل بها وهام، وتولّه تارة بخلاتها وشمائلها، وأخرى بشكلها من مفرق جدائلها إلى موضع خلاخلها.. الشعر كما يقال، هو بُرْنُس الجمال.
قال امرؤ القيس يصف شعر امرأة:
فرع يزيّن المتن أسود فاحم*** أثيث كقنو النحلة المتعثكل
وقال ابن الرومي يصف شعر جارية:
وفاحم وراد يقبل ممشاه ***إذا اختال مرسلا غدره
أقبل كالليل من مفارقه ***منحدرا لا نذم منحدره
قال المتنبي:
كشفت ثلاث ذوائب من شعرها *** في ليلة فأرت ليالي أربعا
واستقبل قمر السماء بوجهها ***فأرتني القمرين في وقت معا
قال النحلي:
راقت محاسنها ورق أديمها *** فتكاد تبصر باطنا من ظاهر
يندى بماء الورد مسبل شعرها ***كالطل يسقط من جناحي طائر
قال نزار قباني في بلقيس:
ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ
حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ
تغمُرُني، كعادتِها بأمطار الحنانِ
كلمة “بُرْنُس الجمال” لا تشير إلى مصطلح شائع أو معروف في اللغة العربية. قد يكون تعبيرًا مجازيًا أو تعبيرًا مبتكرًا. “بُرْنُس” هو في الأصل اسم لثوب تقليدي يرتديه الرجال عادة، وهو عبارة عن معطف طويل من الصوف مع غطاء رأس متصل به. أما “الجمال” فيعني حسن المظهر أو الصفات الحسنة.