يشير بعض النواب والمحللين الاقتصاديين الى أن التوترات القائمة في المنطقة تدفع بإتجاه وضع خطط مدروسة تقي من التدهور الاقتصادي في حال تمددت وبخاصة في مسار تصدير النفط ووقوف سعره على مرجل متصاعد وهو ما يؤثر على تنشيط القطاعات الزراعية والصناعية وتقديم الخدمات والإضرار بسوق المبيعات في معظم الدول المنتجة للنفط ومنها العراق.
عضو مجلس النواب، ياسر الحسيني، قال ،إن “الحكومة فشلت في إدارة الملف الاقتصادي، إذ اعتمدت بشكل شبه كلي على واردات النفط، وأخفقت في تنشيط القطاعات الزراعية والصناعية، كما لم تنجح مختلف المبادرات في تقديم حلول جذرية للأزمات الاقتصادية التي يعاني منها البلد”.
وأوضح الحسيني اليوم الأحد في تصريح صحفي طالعه المسرى، أن” الحكومة عاجزة عن اتخاذ موقف واضح يحمي السيادة الوطنية. والنأي عن التوترات “.
من جانبه ، أشار الباحث بالشأن الاقتصادي ضياء عبد الكريم، الى أن “معظم الدول المنتجة للنفط تسعى وتنتظر زيادة اسعار البترول العالمية، حيث ستكون أول المستفيدين من هذا الارتفاع، الا أن ذلك قد لايصب في مصلحة الأسواق العالمية اذ سترتفع معها أسعار باقي السلع لتعويض قيمة الوقود المستهلك”.
واضاف أن ” أسعار النفط تجاوزت عتبة الـ 77 دولارا للبرميل وتواصل الارتفاع، بالتزامن مع ارتفاع حدة التوتر في المنطقة واستمرار الحرب ضد ايران”.
يذكر أن شركة نفط البصرة نفت ، السبت، توقف تصدير النفط عبر موانئ المحافظة لمدة 9 أيام بسبب التوتر في الشرق الأوسط.
وذكرت الشركة في بيان ، أن”بعض وسائل الإعلام تداولت اليوم أخبارا عن توقف تصدير النفط من موانئ مدينة البصرة لمدة 9 أيام بسبب التوتر في الشرق الأوسط المرتبط بالنزاع الدائر بين إسرائيل وإيران حسب هذه الوسائل، وتود شركة نفط البصرة أن توضح أن هذه الأنباء عارية عن الصحة تماما”.
وتجاوزت أسعار عقود النفط الخام من نوع “برنت” لتسليم أغسطس 2025 مستوى 79 دولارا للبرميل لأول مرة منذ 23 يناير 2025 في بورصة لندن “آي سي إي”، وفقا لبيانات التداول.
وبحسب بيانات البورصة ، ارتفع سعر “برنت” بنسبة 3.85% ليصل إلى 79.01 دولار للبرميل. فيما تباطأ صعود عقود “برنت” لتتداول عند 78.77 دولار (+3.54%)، بينما ارتفعت عقود النفط الخام من نوع “WTI” لتسليم أغسطس 2025 بنسبة 2.81% إلى 75.47 دولار للبرميل.
يأتي ذلك على خلفية تصاعد التوترات بتأثير الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران.
ويعتقد محللون أن التدخل المباشر من قبل الولايات المتحدة سيوسع نطاق الصراع، مما يعرض البنية التحتية للطاقة في المنطقة لخطر هجوم أكبر.
وقال محللون في شركة ING: “أكبر مخاوف سوق النفط من إغلاق مضيق هرمز”، وأضاف المحللون: “من خلال هذا المضيق يمر نحو ثلث تجارة النفط العالمية التي يتم شحنها بحرا. وأي انقطاع كبير في هذه التدفقات كافٍ لرفع الأسعار إلى 120 دولارا للبرميل.
وتعتبر إيران ثالث أكبر منتج للنفط بين أعضاء منظمة أوبك للدول المصدرة للبترول، وتنتج طهران نحو 3.3 مليون برميل يوميا من النفط الخام.