لطيف نيرويي
عضو المجلس القيادي ومسؤول بورد إعلام الاتحاد الوطني الكردستاني
الترجمة والتحرير: نرمين عثمان محمد
اولا: سياسة متزنة في كافة ميادين النضال
قبل خمسين عاما وبسبب نكسة ثورة أيلول خيم زمنٌ حالكٌ مليءٌ باليأس والرعب على كافة مدن وأقضية وقرى و جبال و هضاب وسهول كردستان..ولم يصل نواح وصرخات كردستان الجريحة إلى أي ركن أو بقعة من هذا العالم الفسيح وأختنق ملف و وضع وتظلم شعب كردستان تحت غبار الأرشيف الدولي ، في خضم هذا الوضع ومن أنأى المسافات في مملكة الشام(سوريا) همس في أذن شعب كردستان والعالم أجمع صوتٌ شامخ مليء بالأمل والإرادة مبشرا برسالة ولادة قوة جديدة ونهجا جديدأ وكانت القوة والنهج هو الإتحاد الوطني وولادته ، وبعد مرور عام واحد فقط أشعلت هذه القٌوة مشعل ثورة معاصرة برئاسة الرفيق المناضل جلال الطالباني على أعلى قمم جبال كردستان ، وقد قدمت هذه الثورة وهذا النهج الحديث كافة سمات إنفرادها وتميزها بشكل منتصر وإيجابي أمام أعين الرأي العام الكردي و العالمي .
و يعود سبب هذا التميز الإيجابي الى إنتهاج سياسة متزنة في كافة ميادين النضال (العسكري والسياسي و الديبلوماسي والإعلامي والتنظيمي و ……إلخ) وكذلك إنتهاج سياسة الثقة بالنفس وبجماهير كردستان، هذا التواز ن وهذه الخصوصية كانا عاملان أساسيان في نهوض الإتحاد الوطني بسرعة و إعداد خطة جديدة و ملائمة لظروف المرحلة التي عايشها على الرغم من التحديات المتنوعة والمعوقات الداخلية والخارجية وكبح جماح أحصنتها في ساحة النضال وكذلك كانتا سببا في عدم تخلي الإتحاد الوطني الكردستاني عن أرض و شعب كردستان تحت طائلة أي ظرف بل كان مساندا لشعب وأرض كردستان في كافة العصور والمراحل وأختار لكل مرحلة اسلوبا معاصرا للنضال وآمن دائما بوحدة شعب كردستان و كافة قواه وأحزابه السياسية.
وتعد برقيات الرئيس جلال طالباني في بداية تأسيس الإتحاد الوطني الكردستاني وبرقياته في ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم وجهوده لتشكيل الجبهة الكردستانية وصولا الى مرحلة المعارضة العراقية وسقوط النظام العراقي ومسألة الدستور وتشكيل العراق الجديد جميعها تعتبر أدلة على هذه الحقيقة وكان الإتحاد الوطني الكردستاني هو المبادر دوما .
واليوم و بنفس الإرادة والقوة السابقة يسعى الإتحاد الوطني الكردستاني الى مواصلة نضاله الملىء بالأمجاد متأملا أن يخطو نحو مستقبل أكثر إشراقا مدعوما بإستقرار كردستان والمناطق المتنازع عليها والسعي لتحسين العلاقات بين بغداد والإقليم ومعالجة المسائل المعلقة بين الطرفين وتشكيل حكومة خدمية عادلة وتحقيق مشروع السلام في كافة أجزاء كردستان الكبرى ، وقد تجلت بصمات الإتحاد الوطني في تلك الميادين كافة وخصوصا دور السيد الرئيس بافل جلال طالباني .
واليوم فإن جميع الرفاق أعضاء الإتحاد الوطني الكردستاني فخورون بمباركة اليوبيل الذهبي لتأسيس الإتحاد الوطني الكردستاني تحت راية رئيس واحد وإرادة واحدة وسياسة موحدة ورسالة واحدة حيث يستطيع الإتحاد الوطني الكردستاني أن يخطو نحو مستقبل واعد مستمرا في قافلة نضاله وهذا الهدف المقدس في الإستمرار في النضال هي أمانة (مام جلال) في أعناق كافة أعضاء الإتحاد الوطني الكردستاني.
ثانيا: المرأة كإحدى الأوتاد القوية
منذ بداية تأسيسه ومن منطلق إيمان الإتحاد الوطني الكردستاني وخصوصأ الرفيق جلال الطالباني بحقوق و قدرات المرأة ،خصص هذا الحزب مساحة خاصة من ميدان نضاله للمرأة ووقعت مهمة صعبة على عاتق رفيقاتنا الجسورات ، لذلك وفي جميع محطات نضال الإتحاد الوطني المتعددة كانت المراة وتدا قويا وصلبا من أوتاد النضال سواء كان في عهد النضال المسلح أو النضال السري داخل المدن أو في مرحلة مابعد انتفاضة آذار عام 1991والتالي محاولةٌ للإشادة ببعض جوانب نضال المرأة في صفوف الإتحاد الوطني :
أولا . في مرحلة النضال السري: أخذت المراة حصة الأسد في إيصال رسائل التنظيمات السياسية إلى المناطق المحررة وتبادل المعلومات والرسائل داخل المدن و توزيع المنشورات وكانت العشرات من سعاة البريد وحاملي الرسائل السرية من الرفيقات واللواتي أعتقلن وتعرضن للتعذيب والإضطهاد.
ثانيا . تعرض عدد كبير من النساء الكرديات الى الإعتقال والتعذيب والإضطهاد داخل السجون بسبب إنخراط أزواجهن أو أنجالهن في صفوف مناضلي البيشمركة.
ثالثا. تولى قسم آخر من النساء اللواتي أتصل أزواجهن وأنجالهن بصفوف مناضلي البيشمركة مسؤولية إعالة أسرهم ولعبوا دور الأب و الأم في الوقت ذاته.
رابعا .أتجهت بعض النسوة بصحبة أزواجهن إلى المناطق المحررة وأصبحوا هدفا للقصف المدفعي وهجمات جيش النظام البعثي السابق وراحت العشرات منهن ضحايا القصف والهجوم.
خامسا .كذلك لايمكن إغفال دور النسوة في المناطق المحررة في خدمة قوات البيشمركة
سادسا . سخرت بعض المناضلات جهودهن من أجل تضميد وطبابة مقاتلي البيشمركة جنبا الى جنب مع زملائهم في سبيل إنقاذ حياة أولئك المقاتلين.
سابعا . بعض من النسوة تفردن بأخذ مسؤولية تربية وتعليم أطفال المناطق المحررة من حكم النظام البائد على عاتقهم و أصبحن مدرسات في صفوف الثورة.
وفي مقابل دورها الفعال وأخذ العديدمن المسؤوليات على عاتقها دعم الأتحاد الوطني وخصوصا الرئيس جلال الطالباني المرأةوحفزها على التواصل ولذلك نرى بأن المرأة المناضلة في صفوف الإتحاد الوطني الكردستاني أحتلت دور الريادة في في العديد من الأصعدة و المجالات في إقليم كردستان ومنها:
أولا . كانت الصحفية والمصورة الحربية الأولى في مرحلة النضال الكردي المسلح هي مناضلة ثورية في صفوف الإتحاد الوطني الكردستاني تكاتفت جنبا الى جنب مع رفاقها البيشمركة في ميادين الحرب وأوقات القصف وسجلت مناظر الحرب ألا وهي الرفيقة هيرو إبراهيم أحمد.
ثانيا .تنشئة عدد من الأقلام النسوية الشجاعة والجريئة في عهد النضال المسلح وإصدار مجلة (توار) الخاصة بالمرأة
ثالثا إنشاء منظمة إتحاد النساء في عهد النضال المسلح
رابعا . إنشاء قوة خاصة بنساء الإتحاد الوطني الكردستاني مبنية على الأسس الإنضباطية لقوات البيشمركة للدفاع عن أرض و شعب إقليم كردستان.
خامسا . أول سيدة تنتخب كعضوة في المكتب السياسي لإحدى الأحزاب الكردية كانت إحدى الرفيقات العضوات في الإتحاد الوطني الكردستاني .
سادسا . أول سيدة تولت منصب القضاء عينت من قبل الإتحاد الوطني الكردستاني
سابعا . أول رئيسة للبرلمان الكردي والتي ترأست البرلمان لمدة أكثر من خمسة أعوام كانت عضوة في الإتحاد الوطني الكردستاني.
ثامنا . أول سيدة تتولى منصب محافظ إحدى محافظات إقليم كردستان كانت عضوة في الإتحاد الوطني الكردستاني
تاسعا . أول سيدة كردية تتولى منصب قائمقامية إحدى المحافظات في إقليم كردستان كانت عضوة في الإتحاد الوطني الكردستاني .
عاشرا . أول سيدة تتولى منصب رئاسة الجامعة في إقليم كردستان كانت عضوة في الإتحاد الوطني الكردستاني
احد عشر . أول رئيسة لبلدية إحدى محافظات إقليم كردستان كانت عضوة في الإتحاد الوطني الكردستاني
اثنا عشر . أول قناة فضائية كردية في إقليم كردستان أسسسها الإتحادالوطني الكردستاني وكانت المسؤولة الأولى عنها هي عضوة في الأتحاد الوطني الكردستاني.
ثلاثة عشر . أول حزب كردستاني قرر أن تكون نسبة القيادات النسوية فيه تصل إلى 25% كان الإتحاد الوطني الكردستاني.
كل تلك المراتب الأ ولى والعديد من المناصب والمسؤوليات الأخرى دليل حي على إن النساء في صفوف الإتحاد الوطني الكردستاني يحتلون موقعا مهما وفي الكفة الأخرى يؤمن الإتحاد الوطني الكردستاني إيمانا مطلقا بحقوق و قدرات النساء، وبعد عقد المؤتمر الخامس للإتحاد خصص مجلس قيادة الإتحاد الوطني الكردستاني بقيادة الرئيس بافل جلال طالباني أول إجتماع له لتحديد آلية لدعم النساء داخل كافة منظمات الحزب ومؤسساتها وحماية حقوقهم وكعهده دوما سيبقى الإتحاد الوطني الكردستاني جزءا لا يتجزأ من جسد وفكر الإشتراكية الديمقراطية وسيستمر في دعم النساء و ستكون جهوده كلها متجهة نحو عدم تضيق مساحة حماية حقوق النساء في داخل المؤسسات والمنظمات التابعة لها فقط بل أن تحاول حماية تلك الحقوق وإثباتها داخل حكومتي الإقليم والحكومة الفيدرالية.
ثالثا: الإتحاد الوطني والتعايش
لعل أعم وأشمل تعريف للتعايش مصطلحا ومفهوما هو أنه عبارةٌ عن مجموعةٌ من الناس الذين يعيشون معا بصورة سلمية وبرغبتهم ضمن منطقة جغرافية محددة محترمين أفكار ومعتقدات و تقاليد وعادات وتراث ولغة بعضهم البعض من دون أن يتسبب أية عوامل شائعة مثل (الجنس، الديانة، المذهب، القومية، اللغة، المصطلحات، البقعة الجغرافية….وإلخ) في التمايز والإصطدام بينهم…
وقد كان للإتحاد الوطني منذ بداية تأسسيسه قراءة دقيقة وموضوعية لواقع مكونات المجتمع الكردستاني وجعل الإهتمام بالتعايش السلمي عنوانا رفعه أمام الالجهات السياسية والمكونات الأخرى.
ومن أجل هذا كان الإتحاد الوطني مؤمنا دائما بأن تنفيذ شعاره الرئيسي (حق تقرير المصير لشعب كردستان والديمقراطية للعراق ) بحاجة إلى تعميق مبدأ التعايش وأنه من دون إتاحة هذا المبدأ في إقليم كردستان والعراق عموما فإن معوقات كبيرة ستتولد أمام هذا الشعار.
وفي سبيل ذلك جعل الإتحاد الوطني الكردستاني مسألة التعايش جزءا مهما من فلسفته وستراتيجياته وعلى أساس هذا المبدأ رسم الإتحاد الوطني الكردستاني خارطة للتعايش معا تتوقف على قاعدتين أساسيتين وهما:-
أولا-التعايش السلمي
ثانيا- تعايش القليات
إن ولادة الإتحاد الوطني الكردستاني وتكوينه على هيئة جبهة صغيرة متعددة الأطراف أوجدت معها التعايش السياسي وتعدد الأحزاب من جهة ومن جهة أخرى أوجد فضاء حرا وديمقراطيا داخل الحزب والتي سنحت الفرصة لولادة ثلاثة رؤى وإنفتاحات سياسية عالمية مختلفة داخل حزب واحد ومن أجل هدف واحد هو إتاحة جو من التعايش السلمي ، لذلك يمكننا القول بأن ولادة الإتحاد الوطني الكردستاني ولد التعايش السياسي في جنوب كردستان.
من جهة أخرى أنعكس الإهتمام بالمكونات المتعددة على تكوين وعضوية الهيئة التأسيسية للإتحاد الوطني الكردستاني لأن هذه الهيئة تألفت من:
أولا .عضوان من أعضاء الهيئة التأسيسية للإتحاد الوطني الكردستاني كانوا من المكون الكردي الفيلي
ثانيا .عضو كان من سلالة أسرة بارزة في منطقضة هورامان
ثالثا . عضو كان من سلالة أسرة كرمانجية وكان منتميا إلى جزء آخر من أجزاء كردستان(أي ليس من جنوب كردستان)
رابعا . عضو كان من سلالة اسرة ايزدية بارزة،وقد كانت تلك المرة الأولى التي يصبح فيها كردا ايزديا من جنوب كردستان عضوا قياديا في حزب كردستاني.
بهذا الشكل المعاصر آلف الإتحاد الوطني الكردستاني بين نموذجين من التعددية الحزبية والتعايش السياسي جنبا الى جنب مع تعايش الأقليات وهو بهذا يؤكد مرة أخرى بأن حقيقة التعايش السلمي السياسي والتعايش السلمي للمكونات الدينية و القومية يكمل أحدهما الآخر و أية جهة سياسية لا تؤمن بالتعايش السلمي والديمقراطي للقوى والأحزاب السياسية ولاتيسر الأجواء الملائمة لهذا النموذّج من التعايش،من الصعب عليه أن يضمن بيئة صحية للتعايش الديني والقومي وقد أستطاع الإتحاد الوطني أن ينفذ نموذج هذا التعايش في ظل سياسة باقة الورد التي أنتهجها الرئيس مام جلال طالباني .
ولذلك أجتمع باكرا عدد كبير من الناس حول الإتـحاد الوطني من المكونات الدينية والقومية الأخرى ومنحوه ثقتهم ولعل أفضل دليل على ذلك هو عملية الإنتخابات الأخيرة لمجالس المحافظات في العراق والتي حصل فيها الإتحاد لوطني على أكبر عدد من المقاعد وحصل على عشرة مقاعد في كل من محافظات (نينوى، كركوك، صلاح الدين، ديالى) وكان أربعة من أعضائه العشرة الفائزين من المكونات الدينية والقومية المختلفة ويعادل هذا العدد نسبة 40% من نسبة أعضاء مجالس المحافظات وهي من حصة الإتحاد الوطني الكردستاني مقسضما على الشكل التالي :
أولا . في محافظة نينوى حصل الإ تحاد الوطني الكردستاني على مقعدين أحدهما من المكون ايزدي والآخر من المكون الكاكائي.
ثانيا . في محافظة كركوك أحد الخمسة الفائزين بالإنتخابات هو من الأقلية الكاكائية
ثالثا . الفائز في قضاء خانقين التابعة لمحافظة ديالى على لائحة الإتحاد الوطني من القومية العربية ، وإذا أشر فوز مرشح من القومية العربية في منطقة خانقين التي هي إ حدى المناطق المتنازعة عليها والصراع مشتد عليها ومع ذلك أستطاع مرشحها على قائمة الإتحاد الوطني الحصول على ثقة الناخبين فإنما يؤشر الى تأكيد حقيقة إن الإتحاد الوطني جعل مسألة تعايثش القوميات جزءا من ستراتيجياته وعمل عليها عمليا وهو مستمر في توطيد روح التعايش وإن القوميات تثق بالإتحاد كثيرا وتتجمع حولها وهم سعداء بأن أكثر المكونات الدينية هم في حدود الإتحاد الوطني الكردستاني ويمارسون طقوسهم الدينية وكّذلك يتواجد أكثر المعابد الدينية المتنوعة في تلك المنطقة حيث لا يحجب أي دين أو معتقد عن ممارسة شعائره و طقوسه بل تحترم معتقداتهم ، كما لم تسجل في هذه الحدود أية شكوى من المكونين المسيحية أو التركمانية حول الإستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم وكل هذه الحرية وهذا الأمان هو نتاج سياسة ونهج باقة الورد التي أتبعها الرئيس مام جلال طالباني و التي يواصل إتباعها الآن الرئيس بافل جلال طالباني محتذيا نفس النهج ومستمرا عليها مؤسسا هيئة خاصة لخدمة المكونات الدينية والمذاهب والقوميات المتواجدة داخل الإتحاد الوطني الكردستاني والتي تتألف من كافة المكونات الدينية و القومية(اليزيدية ، الكاكائية، التركمانية، المسيحية ، العربية) وهي بمثابة تنظيم مهم و جسر رابط بين الإتحاد الوطني الكردستاني والمكونات تقوم بتقديم خدماتها
ومن الناحية الإعلامية خصص الإتحاد الوطني الكردستاني قناة فضائية خاصة لتقديم وإذاعة الأخبار والبرامج والأنشطة الفنية و الثقافية وبلغة كافة المكونات الدينية والقومية المتواجدة في كركوك والتي تخدم وبصورة عملية مسألة تعايش كافة المكونات المتواجدة في المناطق المتنازع عليها في إقليم كردستان.
الإتحاد الوطني الكردستاني والإعلام
لقد أصبح البيان الرسمي الأول والخاص بتأسيس الإتحاد الوطني الكردستاني موضع إهتمام الإعلام العالمي والعربي ومن بينها الإعلام المرئي والمسموع والمقروء في سوريا وقد وقفوا وركزوا كثيرا عند رسالة ومغزى التأسيس وأعتبروه حدثا مهما كماإنه أحتل موقع العنوان الرئيسي في الصحف اللبنانية و المصرية بإعتباره حدثا سياسيا ضخماوقد وصلت رسالة تأسيس الإتحاد الوطني عن طريق إعلام هذه الدول الـثلاث إلى الرأي العام الكردي والعراقي والعالمي .
ويعود هذا الإهتمام الإعلامي لهذه الدول بخبر تأسيس الأتحاد الوطني الكردستاني بهذه الصورة إلى عدة عوامل منها:
أولا:تأسس الإتحاد الوطني الكردستاني كقوة سياسية في دولة سوريا المجاورة للعراق بعد مرور ثلاثة أشهر فقط على إنهيار ثورة أيلول، وقد كان ذلك التأسيس حدثا سياسيا مثيرا في ذلك العصر.
ثانيا: كان للرئيس جلال طالباني علاقات جيدة و تقاربا مع الرؤساء والقيادات العليا للدول السابقة الذكر كما كانت تجمعه علاقاتٌ وديةٌ مع الهيئات الإعلاميةلبعض الدول العربية و خصوصا إعلام هذه الدول(سوريا،لبنان، مصر).
ثالثا: عندما تم إعلان تشكيل الإتحاد الوطني الكردستاني بصورة رسمية في سوريا كانت العلاقات السياسية والديبلوماسية بين دمشق و بغداد في أوج تعقيدها وإمتلائها بالصراعات ،لذلك فرحت دمشق بخبر ولادة حزب كردستاني جديد يعارض النظام العراقي السابق وخصوصا بعد إنهيار ثورة أيلول التي كانت دمشق إحدى داعميها الأقوياء.
في مثل هذه الظروف ومع بدء نضاله السياسي والديبلوماسي ومن ثم العسكري أولى الإتحاد الوطني الكردستاني إهتماما خاصا بالنضال الإعلامي وعى الرغم من الظروف الصعبة و المعقدة فقد أستطاع الإتحاد الوطني الكردستاني تأمين ثلاثة مطابع ووحدة إذاعية من خارج البلاد و إيصالها إلى المناطق المحررة في كردستان ، وفي تلك المرحلة المهمة تلخصت مهام أعلام الإتحاد الوطني الكردستاني فيما يلي:-
أولا . تعريف الإتحاد الوطني الكردستاني كقوة سياسية جديدة للرأي العام الكردي والإقليمي والعالمي.
ثانيا . إيصال تظلم الشعب الكردي و عرض الجرائم المرتكبة ضده من قبل النظام البعثي وخصوصا تطبيق سياسة ثلاثية (التعريب و الترحيل و التبعيث) الهادفة الى تغيير الخارطة الديموغرافية لمنطقة جنوب كردستان.
ثالثا . نشر أخبار و معلومات ونشاطات قوات البيشمركة في المناطق المحررة من كردستان.
رابعا . رفع معنويات جماهير كردستان وتحفيز قوات البيشمركة لإنجاز العملياتالعسكرية وتحرير الأجزاء المحتلة من كردستان.
خامسا . تشجيع الجماهير الكردية على الإنقلاب والتكاتف للإنتفاضة وقد بلغ هذا التشجيع قمته في حدوث الإنتفاضة المجيدة والقدرة على تحريك الشارع الكردي.
سادسا . تقوية الشعور القومي وروح التعايش بين المكونات الدينية و القومية المتواجدة في إقليم كردستان
والمناطق المتنازع عليها.سابعا ..صياغة رأي عام إيجابي حول القضايا الوطنية والقومية ومراعاة المصالح العليا لشعب كردستان.
ثامنا .تخفيض همة ومعنويات قوى النظام البعثي في إقليم كردستان.
تاسعا .. من الناحية اللغوية ، قام إعلام الإتحاد الوطني الكردستاني في الثمانينات والتسعينات بتقديم خدمة جليلة للغة الكردية بتصفيتها من الكلمات الأجنبية وإحياء العشرات من الكلمات والعبارات الكردية الرصينة .
ومن الجدير بالذكر إن هناك عددا من العوامل الرئيسية التي حفزت إعلام الإتحاد الوطني الكردستاني للحفاظ على خصوصيته و قوته وتأثيره الجاد وبقائه في الطليعة ألا وهي:
أولا: عندما كان الرئيس (جلال طالباني) سكرتيرا عاما للإتحاد الوطني الكردستاني ، كان يمتلك تجربة غنية في الكتابة و في الإعلام في الوقت ذاته، وكان يشرف على إعلام الإتحاد الوطني الكردستاني مباشرة وبنفسه ويقيمه ويدعمه بصورة دائمية من الناحيتين المادية والمعنوية.
ثانيا:كان الرئيس جلال الطالباني يعطي توجيهات و معلومات جديدة حول الأحداث السياسية والأمنية و جرائم النظام البعثي وكافة المجالات الأخرى لمصادر الإعلام في الإتحاد الوطني الكردستاني.
ثالثا:كان العديد من الرفاق ذوي الرتب والمناصب العليا يمتلكون خبرات و تجارب في مجال الإعلام وخصوصا أعضاء الهيئة التأسيسية للإ تحاد الوطني الكردستاني ، حيث كان (6) من هؤلاء الرفاق ال (7) لديهم تجارب سابقة في مجالات الكتابة والعمل الصحفي والإعلامي مما أثر إيجابيا على أهمية وتطوير الإتحاد الوطني الكردستاني،ولعل أكثر دليل حي على ذلك هو الرسائل السرية المرسلة من الرفاق في إقليم كردستان و بلاد الشام(سوريا) وخارج البلاد ففي أكثرية هذه الرسائل سنجد إشادة
بأهميةالإعلام وإصدار المجلات و الصحف
رابعا :لعل سببا آخر من أسباب تمييز و تأثير إعلام الإتحاد الوطني الكردستاني هو إتصال عدد كبير من الكتاب و المثقفين والفنانين الكرد في إقليم كردستان بالثورة بعد فشل محادثات عام 1983 حيث تجمعوا حول إعلإم الإتحاد الوطني الكردستاني وكانوا مبعثا لإصدار العديد من المجلإت الخاصة بتنظيمات الـ(كومه له) وعدد من المنظمات المتخصصة الأخرى كمنظمات الأدباء والكتاب والنساء والفنانين و المعلمين و……إلخ من المنظمات في المجالات الأخرى وبصدور هذه المجلات كانت توضع أمام أنظار قراء ذلك العهد.
خامسا: آخر خاصية لإعلام الإتحاد الوطني الكردستاني هو أنه كان في أعماق الأراضي والمناطق المحررة في إقليم كردستان وكان تصله أنباء المدن الداخلية ونشاطات البيشمركة بسهولة وفي وقت سريع.
بالإضافة الى كل ماسبق فإن الإتحاد الوطني الكردستاني كانت و لازالت قوة وطنية مسؤولة تملك إعلاما وطنيا مسؤولا ، وفي الوقت الراهن حيث أستطاعت وسائل التواصل الإ جتماعي التأثيرعلى كافة أفراد المجتمع فردا فردا وقيام بعض القنوات والجهات الإعلامية اللامسؤولة بنشر الرسائل اللامنطقية والمضللةضد رئيس وهيئة قيادة الإتحاد الوطني الكردستاني فمن الوارد أن تطالب جماهير الإتحاد الوطني إعلام حزبهم بالرد على تلك الرسائل والجهات الناشرة لها و بنفس أسلوبهم ولكن وبعد مرور خمسين عاما من النضال الإعلامي للإتحاد وبموازاة الميادين النضالية الأخرى للإتحاد الوطني الكردستاني نؤمن بأن نعمل عل أن يحذو المقابل حذونا في السياسسة الإعلامية بكل حذافيرها وليس العكس ، يقينا منا بأن نهجنا المتبع في العمل الإعلامي هوالذي سيكون في مصلحة شعبنا في إقليم كردستان.
خامسا: ملاحم كبرى و تأريخٌ غير مدون