شهدت أسعار النفط العالمية قفزة حادة، لتصل إلى أعلى مستوياتها خلال العام الجاري، متجاوزة 81 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ يناير، وذلك في أعقاب الضربات الأمريكية التي استهدفت مواقع نووية إيرانية.
واشتعلت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين 23/6/2025، لتقفز بأكثر من 5% في وقت سابق من الجلسة، وهو أعلى مستوى تبلغه في خمسة أشهر. وبالرغم من تقليص بعض المكاسب لاحقاً، إلا أن الأسعار ظلت مرتفعة بشكل ملحوظ، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس الآن بنحو 1.3% لتبلغ مستويات 78.93 دولار للبرميل، بعد أن لامست في وقت سابق 81.4 دولار للبرميل.
أما عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم يوليو، فقد ارتفعت بمقدار 1.4% لتصل إلى مستويات 75.73 دولار للبرميل، بعد أن لامست في وقت سابق 78.4 دولار للبرميل.
ومن أبرز محركات الطلب مخاوف انقطاع الإمدادات، حيث تزايدت احتمالية تعطيل حركة الشحن عبر مضيق هرمز، الذي يُعد ممراً حيوياً لنقل نحو 20% من نفط وغاز العالم، يدفع المتعاملين إلى زيادة مشترياتهم تحسباً لنقص الإمدادات.
وقد أدت الضربات التي استهدفت مواقع نووية إيرانية رئيسية ومنشآت عسكرية إلى تزايد القلق بشأن قدرة إيران، ثالث أكبر منتج في أوبك (3.3 مليون برميل يومياً)، على الحفاظ على مستويات إنتاجها وتصديرها (حوالي 2.2 مليون برميل يومياً).
كما صوت البرلمان الإيراني على مبدأ إغلاق المضيق، والقرار النهائي ينتظر موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي. وإذا تم الإغلاق، فسيعطل ذلك تدفقات تقدر بنحو 18 إلى 21 مليون برميل يومياً من الخام والمنتجات النفطية.
وتتفق معظم البنوك الاستثمارية الكبرى على أن الصراع الحالي يحمل مخاطر كبيرة لأسعار النفط، مع تفاوت في تقدير حجم القفزة، حيث قدر خبراء بنك جي بي مورغان، أن أسعار النفط قد ترتفع إلى ما بين 120 و130 دولاراً للبرميل في أسوأ السيناريوهات التي تتضمن توسع الصراع وإغلاق مضيق هرمز.
وتبقى الأنظار مسلطة على التطورات الجيوسياسية، خاصة اجتماع الرئيس ترامب اليوم، لتقييم مدى التصعيد وتأثيره على الاستقرار العالمي وإمدادات الطاقة.