المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
يوماً بعد يوم تتوسع العمليات العسكرية والانتهاكات التركية للسيطرة على الأراضي العراقية تحت ذريعة مهاجمة عناصر حزب العمال الكوردستاني( PKK) المعارض لها والمتواجدين في الأراضي العراقية ،وفي المقابل تأتي ردود افعال الحكومة العراقية على تلك الانتهاكات خجولة لم تتجاوزلحد اليوم حدود البيانات الصحفية، والتنديد بتهديد أمن المدنيين .
وقفة حازمة
ويقول المحلل السياسي هشام البيضاني لـ( المسرى) إن ” السيادة لأي بلد لا يمكن أن ينظر إليها بمعايير مختلفة سواء من قبل الحكومة أو النشطاء أو الشخصيات السياسية في البلاد ،بعض النظر عن القصف التركي المعيب للأراضي العراقية ، وفي الوقت ذاته يعتبر تمادٍ على الأمن والسيادة العراقية ، هناك أرواح بريئة تزهق، قرى وممتلكات مواطنين عراقيين تدمر، لذلك لابد من وقفة حازمة من قبل الإعلاميين والسياسيين في البلاد، وفي المقابل على الحكومة العراقية ألا تغض البصر عن هذه الخروقات المتكررة والمتعددة، لأنها تمس السيادة العراقية بشكل مباشر ولا تحمل أي تأويل آخر”.
تمادٍ تركي
ومن جهته يقول المحلل السياسي كامل الكعبي لـ( المسرى) إنه ” من حق الحكومة التركية أن تدافع عن مصالحها وأمن مواطنيها ،ولكن ليس على حساب العراق والعراقيين، وفي تلك الحالة يجب عليها أن تقوم بالتنسيق مع الحكومة العراقية والجهات الامنية ووزارة الخارجية العراقية، لأن استبباب الأمن سينعكس على الجانبين”، مبيناً أن الحكومة التركية تمادت كثيراً في قصف القرى والبلدات والمدن العراقية وقتل المواطنين العراقيين، وبالتالي هذا ينعكس سلباً على العلاقات التركية العراقية، أضف إلى هذا قيام حكومة انقرة بقطع الحصص المائية العراقية من نهري دجلة والفرات بحجج مختلفة”.
عمليات مستمرة
أما الباحث في الشأن السياسي مؤيد الفرطوسي فأشار لـ( المسرى) إلى أن ” الانتهاكات التركية للأراضي العراقية مستمر ومتواصل منذ سنوات طويلة وليس حديث الساعة، لكن تلك الخروقات التركية ( العمليات العسكرية) تصاعدت في الآونة الأخيرة بحجة ملاحقة عناصر حزب العمال الكورستاني المعارض لها( PKK) المتواجدين في الأراضي العراقية، والمرفوضين هم ايضاً من قبل الحكومة العراقية”، موضحاً ان ” لجنة مشتركة عراقية تركية أميركية شكلت في وقت سابق لغرض إيجاد حل لتواجد عناصر البكةكة في الأراضي العراقية، لكن تلك الاتفاقية خرقت من قبل القوات التركية وعناصر حزب العمال الكوردستاني”.
قواعد ثابتة ومتحركة
ونوه الفرطوسي إلى أن ” الحكومة التركية اخترقت الحدود العراقية بشكل سافر ونصبت قواعد عسكرية ثابتة ومتحركة داخل الأراضي العراقية بحجة ملاحقة عناصر حزب العمال الكوردستاني، وأن لديها اتفاقات سابقة مع النظام العراقي السابق لدخول الحدود لعدة كيلومترات محددة، ولكن تركيا الآن تجاوزت تلك الاتفاقيات وخرقت الحدود العراقية وانتهكت سيادة البلاد وقتلت المواطنين واستهدفت القرى والبلدات العراقية وسيطرت على الأراضي تحت مسمى ملاحقة عناصر الـPKK كما تدعي”، موضحاً أن ” لدى حكومة انقرة اطماع معروفة ولم تخفها وأعلنتها جهاراً أن لها حقوق في العراق، وصرحة هي حقوق باطلة وفق اتفاقيات الأمم المتحدة”.
حجج واهية
وفي السياق ذاته يقول رئيس تحرير صحيفة آخر الأحداث حسين اللامي لـ( المسرى) إن ” الانتهاك الصارخ الذي تنتهجه تركيا في قصف القرى والمدن العراقية والسيطرة على اراضيه بحجج واهية، هو استهداف واضح للسيادة العراقية، يجب وضع حد له، وفي المقابل على القوى السياسية الفاعلة في البلاد أن تعمل على وضع حل هذه المشكلة، وإبلاغ الجانب التركي بايقاف تلك الانتهاكات على وجه السرعة، وكذلك أن تعمل على اثبات قوة العراق ومكانته في المنطقة وقدرته على حماية مواطنيه والحفاظ على اراضيه”، مؤكداً أن ” العراق لديه جيش وقوات عسكرية وحشد شعبي وقادر على الدفاع عن أرضة وسيادته وان يقف بوجه كل غاصب ومحتل”.
قوانين دولية
وتأتي العمليات العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية ، مخالفة للقوانين الدولية وانتهاك لميثاق الأمم المتحدة الذي يوجب احترام سيادة الدول، ولكن تركيا تتذرع باتفاقية كانت أنقرة قد أبرمتها مع النظام السابق، ولكن هذه الاتفاقية لم يتم تجديدها بعد عام 2003 ولم تودع منها نسخة في الأمم المتحدة.