العودة لبيوتات الطين..
النضال البيئي ، مناهضة العنف ضد النساء
توسيع رقعة مشاركة النساء والشباب
الاتحاد الوطني الكردستاني حزب اشتراكي ديمقراطي، تنظيم ذي تراث اشتراكي ديمقراطي لتحقيق العدالة والمساواة، هذا التيار في سياسة الكردايتي كان نتاج نضال فكري عميق طويل الامد، واصبح جزءا اصيلا وحيويا في الحركة السياسية الكردستانية.
الرئيس مام جلال هو العراب والاب الروحي المؤسس لهذا المنحى والتوجه، حيث لقح فكرة الكوردايتي التقدمية المستند لبرنامج التحرر الوطني مع تربة المهام الاجتماعية والديمقراطية، بالشكل الذي لايمكن بأي حال من الاحوال الفصل بين مشهد تناغم نضال الكوردايتي التقدمي مع المجتمع الكردستاني المزدهر المتنامي.
هذا التيار الحي، راسخ وخالد وخفاق، يمكن له ان يظهر بين الفينة والاخرى بعناوين مختلفة، ولكن وفي اعقاب المؤتمر العام الاول للاتحاد الوطني الكردستاني المتزامن مع تحرر كوردستان في اعقاب الانتفاضة في (1991-1992)، رسخ عنوان هذا التلاقح بين نضال الكوردايتي و تطور المجتع الكردي ، نفسه في خيار الاشتراكية الديمقراطية الذي لايزال ولغاية الان هو نهج وفكر وسياسة الاتحاد الوطني الكردستاني.
الرئيس مام جلال ومن اجل ترغيب و تشويق مفهوم الاشتراكية الديمقراطية، واضفاء الطابع الكردي على هذا الخيار الفكري، اطلق عليه مسمى (العودة الى بيوتات الطين)، في مسمى مجازي عميق الفهم والمفهوم والمغزى، وهو تأكيد على الهوية الاجتماعية وتصنيف الاتحاد الوطني ومكانته في المجتمع الكردستاني، عوضا عن كونه تعليقا نقديا للرئيس مام جلال لمسار عمل الاتحاد الوطني بعد الانتفاضة.
ذلك لان طلب العودة بحد ذاته انتقاد لخروجنا المؤقت عن جادة المسار الصحيح الذي لولاه لما استجوب العودة.
ادبيات الرئيس مام جلال زاخرة بهذه العبارات الراقية التي يمكن استخدامها كخطاب انتقادي لتحجيم ومعالجة الغطرسة والغرور السياسي بعيدا عن تجريح الرفاق،
والجدر بالذكر ان طلب العودة لتراث بيوتات الطين لا تعني الرغبة في خيار (اشتراكية الفقراء)، التي تمثل مصطلحا شائعا في الادبيات الاشتراكية كتعبير عن فشل التجربة وتلكأها بل هو تشخيص الخلل في مسار العمل والنضال الذي يؤدي احيانا بسبب التحالفات والصداقات السياسية الى اضاعة هوية الاتحاد الوطني في المجتمع الكردي وفي السياسة الكردستانية.
ادبيات الاتحاد الوطني وهويته المتميزة لايمكن ان تكون عرضة للتهميش والتجهيل على خلفية المشتركات الوطنية مع الاحزاب الاخرى فيما يخص الخيارات القومية والرغبة في وحدة صفوف الشعب والاهداف المشتركة، بل ان هذه الهوية هي بمثابة اكسير الحياة بالنسبة للاتحاد الوطني، والرغبة المتناهية للتضحية من اجل النضال التحرري الكردي والمسألة القومية، انما يعني بالاساس ترتيب الاولويات، وليس عدم الاصغاء للاصوات المعارضة و الخيارات والمطالب الاجتماعية.
مؤتمر الاتحاد الرابع، وبالرغم من اية ملاحظات عليه، يكفيه انه نجح في خضم زوبعة السياسة والمصالح، في الحفاظ على عنوان الاشتراكية الديمقراطية كهوية جوهرية للاتحاد الوطني.
و منذ نحو عام، وجنبا الى جنب مع اتحاد القرار واتحاد التوجه، اصبح هناك فرصة لاعادة صياغة وتقويم الهوية الاجتماعية لهذا الحزب الاشتراكي الديمقراطي المطالب من قبل جموع الشعب وشرائح الطلبة والشباب بتعزيز هويته، طالما ان هناك قوى سياسية اخرى جاءت وذهبت من دون ان تتمكن من فعل شيء.
كما قال الرئيس بافل جلال طالباني خلال حواره الذي امتد لـ (23 ساعة) مع الطلبة ((في السابق كنت قد تساءلت عن سبب تظاهركم؟ وبعد ان استمعت لمكامن الخلل والمطالب الحقة لكم صرت اسأل عن سبب عدم قيامكم باحتجاج قوي لغاية الان؟)).
و نعلم ان ملتقى الاتحاد الوطني الذي مثل محطة لتجمع ديمقراطي حزبي و شعبي واضحى حدث رئيسيا للحياة السياسية في كردستان، في خضم الذكرى الـ 47 لتأسيس الاتحاد الوطني، قام باداء هذه المهمة الضرورية بشكل فعال لاحياء هوية الاتحاد.
و اما في واقع العمل السياسي الفعلي، فان الدعوة لغرس مليون شجرة في كوردستان، والرغبة في تحقيق بيئة نظيفة ونقية للبلاد، وجعل شرط المطالبة بحماية البيئة من التهديدات المحدقة ببيئة البلد والهموم المشتركة بهذا الصدد عالميا، جعل ذلك احد الشروط للتصويت للحكومة العراقية المقبلة مثلما يؤكد قوباد طالباني نائب رئيس حكومة الاقليم على ذلك . كما ان الرغبة بتوسيع مشاركة الشباب في العمل السياسي ( وانتقاد حياة ومعيشة شريحة الطلبة ايضا) والدعوة الفعلية الى توسيع مشاركة النساء في المجالات العامة ( مع ادانة العنف ضد النساء وانتقاد الاستهانة بحضورهن في المجتمع) هذا كله جزء من مشهد اعادة تعريف الاتحاد الوطني الكردستاني من كردستان و بطول العراق كله والتي يجب ان يصمم عليها اتحادنا ويشمر ساعده لذلك كورديا وديمقراطيا بالشكل الذي يسهم في تعويض عثرات و تباطئنا في الماضي ايضا.
الحزب السياسي الناجح، وهو ما يجب ان يكون عليه وجهة الاتحاد الوطني، يجب ان يكون دوما حزبا يحتفظ بهويته الخاصة وحزبا للهموم المشتركة مثل (الوحدة الكردستانية في كردستان) وحزبا لـ ( هدف التوافق والشراكة في عموم العراق).
و يبدو ان هذا هو قدر الاتحاد الوطني الكردستاني … فهو للنضال الاشتراكي الديمقراطي مثلما هو للنضال من اجل المهام القومية، ففي الاولى يجب ان يدفع بالنضال البرلماني، النقابي، الديمقراطي متعدد الاطراف في المجتمع الى الامام، حتى وان كان الطريق شاقا وطويلا، ضيقا وحالكا، وفي الثانية وفي ظل متحالفين كثر، من المهم ان يكون في الطليعة وان يقود المسيرة الوطنية الى الامام بخائص اتحادية