كتب/ رزكار شواني
خمسة وأربعون عاما مضت، ولا زلنا نواصل العطاء في ميادين الصحافة العراقية والكوردية ، لا تقودنا الامتيازات ولا تحكمنا المصالح، بل يقودنا شغف صادق، وولاء عميق لمهنة المتاعب.. المهنة التي أحببناها واشتقنا إليها في كل لحظة حتى في أحلك الظروف .
بدأنا من الورقة البيضاء، نكتب بوجداننا، نخط كلماتنا بحبر الصدق، لا نملك سوى الكلمة الحرة والعزيمة الصادقة، لكننا كنا نؤمن أن الصحافة ليست مجرد وظيفة، بل رسالة ومسؤولية، وأسلوب حياة، لم نفكر يوما بما قد نجنيه من امتيازات، ولا بما قد نحصل عليه من مكاسب.
كنا وما زلنا نؤمن أن أعظم ما تمنحنا إياه هذه المهنة هو احترام الناس وثقتهم ووجودنا في قلب الحدث بين الناس، نستمع لهم ونعكس صوتهم كما هو دون تزييف.
واكبنا التحولات، من الحبر إلى الرقمية، وتعلمنا كيف نبقي صوت الصحافة حرا في كل عصر ، كانت كل مرحلة من هذه السنوات تحديا جديدا، لكن اشتياقنا للمهنة كان يدفعنا للاستمرار بنفس الوهج الذي بدأنا به ، وبنفس العزم الذي لم يخفت مع الوقت.
قدمنا على مدى هذه العقود تقارير وتحقيقات ولقاءات، باللغتين الكوردية والعربية ، وبأسلوب مهني وموضوعي ، ولم نكتب يوما لإرضاء أحد، بل كتبنا لنرضي ضمائرنا، ولنخدم مجتمعنا، ولنحمل وجع الناس على صفحات الجرائد، ومواقع الأخبار وقنوات الإعلام المختلفة.
ولا يسعني هنا إلا أن أرفع قبعة الامتنان لكل من وقف معنا، من رؤساء تحرير كانوا لنا خير داعم، وزملاء كانوا سندا في دروب المتاعب والتحديات ، هم شركاء المسيرة ، وهم جزء من كل نجاح تحقق.
نحن فخورون بما قدمناه، وفخورون أكثر أننا لم نخذل القلم يوما، ولم نساوم على الحقيقة. وبعد خمسة وأربعين عاما، لا يزال في القلب متسع للمزيد ، ولا تزال أيدينا ممدودة بالكلمة، وعقولنا مفتوحة للحقيقة، وقلوبنا تنبض بحب المهنة التي أحببناها، وسنبقى أوفياء لها ما حيينا.