وجه عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، رسالة جديدة دعا فيها إلى تبني السلام والديمقراطية كطريق بديل عن النضال المسلح، مؤكداً أن الحزب قد أنهى فعلياً استراتيجيته القائمة على الحرب القومية، داعياً إلى خطوات عملية لنزع السلاح والتحول إلى العمل السياسي الديمقراطي.
وفي الرسالة التي وصلت عبر محاميه من سجن إمرالي، أكد أوجلان أن “حركة حزب العمال الكردستاني أتمّت عمرها من حيث الهدف الأساسي الذي قامت عليه، وهو الاعتراف بالهوية الكردية، وبالتالي فإن مرحلة الكفاح المسلح قد وصلت إلى نهايتها”، مشدداً على أن ما يحدث الآن هو “تحول تاريخي ينبغي استثماره بخطوات عملية مسؤولة”.
وأضاف أوجلان أنه أعدّ “مانيفستو المجتمع الديمقراطي”، والذي وصفه بأنه انتصار لخط الحزب الممتد منذ خمسين عاماً، معتبراً أن هذا التحول لا يخص الكرد وحدهم بل يمتد أثره إلى المنطقة بأسرها، ويمثل “مثالاً على انتصار تقاليد المانيفستو التاريخي”.
وأكد الزعيم الكردي أن مؤتمر الحزب الثاني عشر استجاب بشكل إيجابي لما سماه “نداء السلام والمجتمع الديمقراطي” الصادر في شباط الماضي، واصفاً هذا الموقف بأنه “رد تاريخي”، مشيراً إلى أهمية تأسيس لجنة برلمانية واسعة في تركيا للإشراف على عملية نزع السلاح بشكل قانوني وطوعي.
نحو نهاية الكفاح المسلح
أوضح أوجلان في رسالته أن حزب العمال الكردستاني تخلى عن مشروع بناء الدولة القومية واستراتيجية الكفاح المسلح، قائلاً: “هذا لا يعني الهزيمة بل يجب تقييمه على أنه انتصار تاريخي”، داعياً إلى استقبال خطوة نزع السلاح من قبل الجهات المعنية والرأي العام بـ”طبيعية ومسؤولية”.
وفي إشارة إلى الدور المرتقب لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب، الذي ينشط ضمن البرلمان التركي، أكد أوجلان أن الحزب “سيتحمل جميع المسؤوليات لإنجاح المرحلة”، داعياً إلى تعزيز الحوار والانفتاح السياسي كبديل عن العنف.
موقفه من قضيته الشخصية
أما بشأن حريته الشخصية، فقد شدد أوجلان على أنه لم يضع هذا الموضوع كشرط أو عائق في أي مرحلة، قائلاً: “في المعنى الفلسفي، لا يمكن فصل حرية الفرد عن المجتمع، ولا حرية المجتمع عن الفرد”، مشيراً إلى أن الحرية لا تتحقق إلا ضمن عملية طوعية ومتكاملة.
وفي ختام رسالته، عبّر أوجلان عن “حماسه واستعداده للمرحلة القادمة”، داعياً إلى التقدم بخطى ثابتة على أساس قرارات المؤتمر الثاني عشر ومجمل المقترحات المطروحة، مؤكداً أن “التحول التاريخي الجاري هو فرصة لبناء مجتمع ديمقراطي وسلمي للجميع”.