كركوك / رزكار شواني
يبرز الإعلامي عمار عبدالجبار الصالحي كأحد الوجوه المهنية التي حافظت على اتزانها، مؤمناً بأن الرسالة الإعلامية الحقيقية لا تُقاس بعدد المشاهدات أو الإعجابات، بل بمدى الأثر الذي تتركه في الوعي الجمعي للمجتمع، وبمدى التزامها بالمصداقية والمهنية.
ولد عمار الصالحي عام 1984 ، وأكمل دراسته الأكاديمية بحصوله على شهادة الماجستير في مجال العلاقات الدولية، وهو تخصّص زوّده بأدوات التحليل السياسي والقدرة على فهم تعقيدات الساحة الإقليمية والدولية، مما انعكس بشكل إيجابي على أدائه الإعلامي وطرحه المهني.
ويعمل حالياً مقدّماً ومحرّراً للبرامج باللغة العربية في قناة كركوك الفضائية، حيث يشرف على إعداد وتقديم برامج سياسية واجتماعية وثقافية تستهدف جميع مكونات كركوك المتنوعة، من عرب وكرد وتركمان، في إطار إعلامي مهني يجمع بين الانفتاح على قضايا الناس واحترام الخصوصيات المحلية.
يقول عمار الصالحي عن بداياته : منذ عام 2007 بدأت خطواتي الأولى في عالم الإعلام، وعملت في عدة إذاعات وقنوات وصحف محلية، لأنني كنت مؤمناً أن الإعلام رسالة، وليس مجرد مهنة. كنت أطمح إلى تطوير مهاراتي وتقديم شيء مختلف.”
ويتابع حديثه قائلاً : الفضل الأول يعود لوالدي، رحمه الله، الذي كان أول من وقف إلى جانبي وآمن بقدراتي، وشجّعني على الاستمرار رغم التحديات. كما أنني لم أكن وحدي في هذا الطريق، بل تلقيت الدعم من زملائي الإعلاميين الذين لم يبخلوا بالنصح والمساندة.”
واضاف الصالحي أن نجاح الإعلامي لا يرتبط فقط بالظهور أو الشهرة، بل بالبحث الدائم عن الحقيقة وتقديم المعلومة الصحيحة بأسلوب واضح ومسؤول ، مشيرا الى ان
الرسالة الإعلامية يجب أن تصل بصدق، بعيداً عن التهويل أو المجاملة أو ملاحقة ما يسمى بالترند، الذي غالباً ما يكون سطحياً ولا يخدم الوعي المجتمعي .
ويشير إلى أن تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، رغم أهميته في تسهيل العمل الإعلامي وتسريعه، قد يحمل في بعض الأحيان جوانب سلبية، إذا لم يُستخدم بحذر ووعي ، وان كثرة المعلومات لا تعني بالضرورة صحة المعلومات، وهنا يأتي دور الإعلامي الحقيقي في التمييز، والتدقيق، ونقل الحقيقة بعيداً عن الإثارة.”
وعن اهمية دور الاعلام في كركوك قال الصالحي : لايخفى على أحد أن مدينة كركوك، بتنوعها العرقي والثقافي، تحتاج جهداً مضاعفاً لتحقيق التوازن والعدالة في التغطية الاعلامية السليمة ، وعدم الانحياز لأي طرف ، وان العمل الإعلامي في كركوك يتطلب حساسية عالية ودقة في اختيار المفردات، لأن كل مكون من مكوناتها له تاريخه وثقافته وهواجسه. ومن هنا، فإن الإعلامي يجب أن يكون صوتاً للجميع .
واختتم الاعلامي عمار الصالحي حديثه برسالة إلى الإعلاميين الشباب : ابحثوا عن المعلومة الحقيقية، طوّروا أدواتكم، لا تلهثوا وراء الشهرة السريعة، وكونوا أوفياء لرسالتكم. الإعلام ليس مجرد مهنة، بل مسؤولية أخلاقية قبل كل شيء.
بهذا النموذج من الإعلاميين، تُبنى ثقة الجمهور من جديد بالإعلام المهني، وتُرسّخ ثقافة تحترم الوعي، وتُعلي من قيمة الكلمة الصادقة.