كركوك / رزكار شواني
ينطلق في المركز الثقافي بمدينة كركوك يومي الأحد و الاثنين 13- 14 من تموز الجاري، ملتقى كركوك الثاني للمقامات، يجمع نخبة من فناني المقام من مختلف مدن كوردستان ، في خطوة تؤكد على غنى وتنوع الموروث الموسيقي، وتعمل على حفظه ونقله إلى الأجيال الجديدة.
يأتي هذا اللقاء بتنظيم من اللجنة العليا للمقامات، وبدعم فنيّ من فرق موسيقية متخصصة، أبرزها فرقة موسيقى كركوك .
وفي هذا السياق صرّح الفنان چالاك صدیق، رئيس الفرقة وعضو اللجنة العليا للملتقى ، بأن فرقة موسيقى كركوك قد بدأت تدريباتها المكثفة في مركز الشهيد آزاد هاورامي، بمشاركة نحو 20 موسيقياً من العازفين والمغنين. وقال : نحن نستعد لهذا اللقاء بمستوى عالٍ من الالتزام الفني، فالمقام ليس مجرد أداء موسيقي، بل هو هوية ثقافية وانتماء حضاري لكركوك والمنطقة ، مشيرا الى ان
ملتقى كركوك الثاني للمقامات تظاهرة مقامية وموسيقية واسعة، حيث من المتوقع مشاركة فنانين ومختصين في المقام من مدن كركوك، السليمانية، أربيل، گرميان، خانقين، إضافة إلى فنانين من شرق كوردستان ، ما يضفي على الفعالية طابعاً فنياً جامعاً .
واضاف صديق قائلا : كركوك كانت دائماً منبراً لفن المقام، ومن المهم أن نعيد لها هذا الدور من خلال فعاليات نوعية، تجمع أهل الفن وتفتح أبواب الحوار الموسيقي بين المناطق المختلفة.
مبینا الی ان فرقة موسيقى كركوك، التي تأسست عام 1992 في ظروف صعبة نتيجة النزوح ، حيث تحولت اليوم إلى أحد أبرز الكيانات الفنية في كركوك. وتمتلك الفرقة ترخيصاً رسمياً، وشاركت في معظم المهرجانات الكوردستانية، كما أحيت حفلات ومناسبات مهمة تمجّد الأغنية الكوردية الأصيلة، خاصة تلك المرتبطة بكركوك.
ويشير الفنان جالاك صدیق إلى أن فرقة موسيقى كركوك تعمل بلا انقطاع لخدمة الفن والفنانين قائلاً : هدفنا ليس فقط تقديم عروض، بل الحفاظ على روح المقام من التلاشي، وفتح المجال أمام الجيل الجديد ليتعلم ويبدع في هذا الفن
في ختام حديثه، عبّر الفنان چالاك صدیق عن أمله في أن يكون هذا اللقاء خطوة ثابتة نحو جعل لقاء المقامات في كركوك تقليداً سنوياً دائماً، قائلاً : كركوك تستحق الكثير فهي مدينة متعددة الثقافات واللغات، وفي صوتها تُختزن روايات مئات السنين.”
يُذكر أن ملتقى المقامات في كركوك الذي يُقام هذا العام بنسخته الثانية، يُعدّ من أبرز الفعاليات الفنية الهادفة إلى إحياء المقامات والتراث الموسيقي الاصيل ، ويجمع تحت مظلته نخبة من قرّاء المقامات في إقليم كوردستان وكركوك وگرميان .
وتحمل هذه المشاركة دلالة كبيرة على حرص المجتمع الفني والثقافي على الحفاظ على هذا الموروث الإبداعي الذي يمتد لقرون، خصوصاً أن فن المقام يُعتبر أحد أهم ركائز الهوية الموسيقية في المدن العراقية العريقة، وعلى رأسها كركوك.
ويُشارك الفنانون في هذا الملتقى من خلال أداءات حية وتبادل خبرات تُسلّط الضوء على جماليات المقام، وأساليبه المختلفة، وتنوعه بين المدارس المحلية، ما يجعله مساحةً للتلاقي الثقافي والتوثيق الفني في آنٍ معاً.
كما يسعى المنظمون إلى ترسيخ هذا الحدث كمناسبة سنوية ثابتة تسهم في تعزيز الاهتمام بفن المقام لدى الجيل الجديد .