لماذا من المهم الآن، بعد ظهور كل هذه الأزمات، أن نوجّه أنظارنا نحو إعادة البريق الى النضال الوطني؟ مع تحول المشاكل في إقليم كردستان إلى أزمة شاملة وصلت الى كافة مفاصل وطننا ،من واجبنا جميعا من المواطنين، إلى القوى السياسية، إلى منظمات المجتمع المدني أن نقوم بتحمل المسؤولية بالتكاتف والانخراط في نضال حقيقي وهادف من أجل معالجة هذه الأزمات، فبدون النضال الوطني وبغياب الإرادة الشعبية والخطط العلمية والواقعية، ومن دون ثقة ودعم جماهير شعب كردستان، من المستحيل خروج إقليم كردستان سالما من هذا المسار المظلم والخطير.
إن النضال المستمر من أجل الإصلاح، والحكم الرشيد، وتعزيز مؤسسات الحوكمة في الإقليم، يشكل واجبا وطنيا مقدّسا على عاتق كل فرد في إقليم كردستان، دون استثناء.
قد يُقال: “ألم يكن من الأفضل إطلاق هذا النداء في وقت سابق؟” نقول: نعم، كان من الأفضل ولكن لم يفت الأوان ولم يخرج الأمر عن سياقه ، وما زال النداء المتأخر من أجل الحل خلسة أفضل من خيار الصمت!
لا شك أن إقليم كردستان يعاني مجموعة من الأزمات المالية والسياسية والاجتماعية، وهي نتاج السياسات والمواقف الخاطئة على مدار سنوات من قبل جميع الأطراف، وخاصة القوى الرئيسية في إدارة إقليم كردستان والعراق الفيدرالي.
وهذه ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها إقليم كردستان الى المشاكل والأزمات بسبب هذه السياسات والمواقف.
صحيح أن تاريخنا مليء بالمآسي والمحن والكوارث، لكن شعبنا، في كل الظروف القاسية، أثبت دوما أنه يمتلك الإرادة الصلبة وكثيرا ما نهض بسرعة بعد الكبوات ولحظات التراجع.
وكما يقول الحكماء “فان كل مشكلة تحمل في طيّاتها بذور حلّها، والفنّ يكمن في القدرة على اكتشاف ذلك الحل في خضم المشكلة وفي الحقيقة،إن تشخيص المشكلة، وفتح نقاش جاد حولها، ووضع خطط مدروسة لمواجهتها، يمثل في جوهره نصف الحل الفعلي.
وبناء على هذه الحقائق، فإننا، في إعلام الاتحاد الوطني الكردستاني، سنخصص سلسلة من افتتاحيات لصحيفة”كوردستاني نوى” كي لا تصبح خطواتنا وسط هذا الوضع السياسي الفوضوي مماثلا لخطوات عملية الاستفتاء وتبعاتها حيث لايزال مواطنو الإقليم يدفعون ثمن الخطوات المبطنة والمتعثرة للأطراف السياسية الاساسية.
من هذا المنطلق ولمعالجة الأزمات الجسيمة لهذه المرحلة، يجب على جميع الأطراف السياسية في إقليم كردستان أن تتحمّل مسؤولياتها بشجاعة، وتكون مشاركا حقيقيا في هذا المسار، وأن تتعامل مع مهامها الوطني بصورة جادة بعيدا عن المجاملات والمزايدات.
نأمل أن تكون جهودنا هذه، التي تنبع من إخلاصنا للإقليم وشعبه، لبنة تضيف إلى حصاد الكفاح والنضال المسؤول للاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يسعى لحماية الإقليم، وتحقيق إنجازات الثورة والانتفاضة، وخدمة شعبنا الكادح بكل تفانٍ وإخلاص.
نحن في إعلام الاتحاد الوطني الكردستاني، ومن أجل إنجاح هذه المبادرة، ننتظر استجابة جميع الأطراف في العراق الاتحادي وإقليم كردستان، آملين أن ينبري كل منهم، من منطلق وطني ومسؤول، ليكون شريكا حقيقيا في إنجاح هذا المسعى الذي يخدم المواطنين، ويعزز العملية السياسية، ويُسعد أرواح الشهداء، ويصون تضحيات البيشمركة والمناضلين وأبناء شعبنا المخلصين من أن تذهب هباء.