تقرير ريبر إبراهيم
يستذكر العراقيون في الرابع عشر من تموز كل عام ذكرى قيام الجمهورية العراقية عام 1958 والتي تعد بمثابة انعطافة مفصلية في التاريخ الحديث للعراق، وذلك بعد قيام ضباط من الجيش بانقلاب عسكري نجح في تغيير نظام الحكم من الملكية إلى الجمهورية.
الشعب العراقي يستذكر في يوم 14 تموز تلك الثورة الّتي حرّرتهم من النّظام الملكي القامع للحريّات ومن التبعيّة للإستعمار وللأحلاف العسكريّة ومن النّظام الإقطاعي العبودي ومن التمييز العرقي ضد القوميات وفي مقدمتها الكرد، حيث أجرت ثورة 14 تموز تغييراً جوهريّاً شاملاً في طبيعة المجتمع العراقي وعلى مختلف الأصعدة السياسية والإجتماعيّة والتعليميّة والإقتصاديّة.
النظام الملكي في العراق واجه العديد من محاولات الانقلاب الفاشلة بين عامي 1936 و1956 إلى أن نجحت المحاولة في 14 تموز 1958 وتولى العقيد عبد الكريم قاسم رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة العراقية.
ويرى مراقبون إن إنهاء الحكم الملكي جاء بسبب الاعتقاد بأن تلك المرحلة التاريخية كانت تحسب على دور بريطانيا وحلفائها في تأسيس الدولة العراقية الحديثة برعايتها ومحاولات ربط العراق بسلسلة من الأحلاف والمعاهدات التي من شأنها أن تفرض هيمنتها على المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية، مع وضع العراق تحت نظام الانتداب البريطاني، فضلاً عن محاولات إنهاء هيمنة الشركات البريطانية وما سواها على الاقتصاد العراقي.
ومن أبرز إنجازات الثورة إلغاء الملَكية وإقامة النظام الجمهوري وتعزيز الإستقلال السياسي، والتأكيد على شراكة العرب والكرد في الوطن العراقي وهذا ما أكد عليه الدستور المؤقت (المادة الثالثة) ولأول مرة في تاريخ العراق مع ضمان حقوق جميع القوميات الأخرى في المواطنة الكاملة لتعلن حكومة إقليم كردستان عن تعطيل الدوام الرسمي في كافة مؤسساتها كل عام بمناسبة ذكرى ثورة 14 تموز 1958 .