شهدت مدينة كركوك، مساء الأحد الموافق 13 تموز 2025، انطلاق فعاليات النسخة الثانية من ملتقى المقامات، وسط أجواء ثقافية وفنية متميزة، وذلك على قاعة مركز كركوك الثقافي. ويأتي هذا الملتقى في إطار الجهود الرامية إلى الحفاظ على التراث الغنائي والموسيقي في مدينة كركوك ، وتسليط الضوء على فن المقام، الذي يعدّ أحد أبرز الرموز الثقافية في المدينة.
وحضر حفل الافتتاح عدد من الشخصيات السياسية والثقافية، في مقدمتهم آسو مامند، المشرف على كركوك – صلاح الدين في الاتحاد الوطني الكردستاني، إلى جانب عدد من أعضاء المكتب السياسي والمجلس القيادي للاتحاد، فضلاً عن نخبة من المثقفين والأكاديميين والفنانين المهتمين بالشأن الموسيقي والتراثي .
وفي مستهل الملتقى، ألقى الفنان نورالدين جاف، عضو اللجنة العليا للملتقى، كلمة رحّب فيها بالحضور، وأكد أن الهدف من هذا الحدث هو إعادة الاعتبار لفن المقام في كركوك، وتعريف الأجيال الجديدة بهذا التراث العريق. كما عبّر عن تقديره للدور الكبير الذي لعبه الاتحاد الوطني الكردستاني في دعم هذا الملتقى، وحرصه على استمراريته.
من جانبه، أكد آسو مامند في كلمته على أهمية مدينة كركوك في مسيرة فن المقام، واصفاً إياها بأنها “عاصمة المقامات”، نظراً لما أنجبته من فنانين كبار تركوا بصمتهم في هذا الفن، أمثال: خضر بارام، علي مردان، شكور خياط، حسين علي وغيرهم من رموز المقام الذين مثّلوا مختلف القوميات والثقافات المتعايشة في المدينة. كما شدد على أن كركوك كانت ولا تزال نموذجاً حياً للتعايش المشترك، وهو ما كان يؤكده دوماً الرئيس الراحل جلال طالباني.
وقدّم مامند شكره وتقديره للجنة العليا المنظمة، على جهودها في إنجاح هذا الحدث الثقافي، الذي ضم مشاركين من مدن كركوك، گرميان، السليمانية، أربيل، إضافة إلى فنّانين من منطقة شرق كردستان، ما أضفى على الملتقى طابعاً متنوعاً وثرياً.
وشهدت فقرات اليوم الأول مشاركة نخبة من قرّاء المقام المعروفين، من بينهم: چنار كركوكي، أحمد نجيب، يونس توتنجي، شمال محمد توفيق، وحمه هيوا، الذين قدّموا مقامات مميزة بثلاث لغات: الكردية، التركمانية، والعربية، عكست غنى المشهد الثقافي والفني في كركوك، وأبرزت تنوعه القومي واللغوي.
كما تم خلال الحفل تكريم عدد من الشخصيات والمؤسسات التي كان لها دور بارز في دعم وإنجاح هذا الملتقى، تعبيراً عن الامتنان لمساهماتهم المستمرة في إحياء الفنون التراثية.
ومن المقرر أن تتواصل فعاليات الملتقى مساء اليوم الاثنين، حيث يتضمن اليوم الثاني فقرات فنية جديدة بمشاركة أسماء أخرى من قراء المقام، ما يعزز مكانة هذا الفن ويؤكد أهمية استمراريته كجزء من الهوية الثقافية للعراق عامة، وكركوك خاصة.