المسرى..
إعداد: كديانو عليكو
قامت ثورة العشرين العراقية قبل 102 عاماً ضد الحكومة البريطانية وسياسة تهنيد العراق تمهيداً لضمه إلى بريطانيا.
ثورة العشرين بمعرض وثائقي
أقامت دار الكتب والوثائق في بغداد معرضاً وثائقياً ضم عدداً من الوثائق والكتب النادرة والدوريات بمناسبة مرور مئة وسنتين على قيام ثورة العشرين.
وتضمن المعرض صوراً فوتوغرافيةً لشخصيات وزعامات عشائرية وثورية عراقية شاركت وأسهمت في نجاح ثورة العشرين، إضافة لوثائق نادرة لتلك الفترة أعدها المركز الوطني للوثائق والمكتبة الوطنية وبالتنسيق مع قسم تكنولوجيا المعلومات في الدار.
ما هي ثورة العشرين
اندلعت ثورة العشرين في العراق في شهر أيار 1920، ضد الاحتلال البريطاني، وسياسة تهنيد العراق، تمهيداً لضمه إلى بريطانيا، وواحدة من سلسلة الانتفاضات التي حدثت في الوطن العربي، جراء عدم إيفاء دول الحلفاء بالوعود المقطوعة للعرب بنيل الاستقلال كدولة عربية واحدة من دولة الخلافة العثمانية. واتخذت الثورة في بادئ الأمر شكل مظاهرات من قبل أهالي بغداد. ولقد انطلقت المظاهرات من تجمع الأعيان والأهالي في جامع الحيدرخانة الذي شهد بداية الثورة في بغداد، ثم المواجهات المسلحة وانتشرت في مناطق متعددة بالعراق.
الأسباب المباشرة لقيام الثورة
يعد حدوث التضخم النقدي وما أدى من بعده إلى ارتفاع في الأسعار في العراق ورعونة بعض الحكام السياسيين ومعاونيهم من الإنجليز والذين تولّوا مناصب الحكم في ألوية العراق وأقضيته من أهم الأسباب المباشرة لقيام ثورة العشرين.
أسباب فشل ثورة 1920
إن فشل الثورة أمر لم يتفق على أسبابه المؤرخون، وفي الوقت الذي اتسع نطاق الثورة فشمل منطقة الفرات الأوسط بأجمعه، وقسم غير قليل من المحافظات الجنوبية والشمالية، بل ان الأضطرابات سرت إلى بغداد وباتت مهددة من الدخل والخارج بالعناصر الوطنية، فسُحقت الثورة وفشلت وأهم أسباب فشل الثورة: قلة موارد الثورة وندرة العتاد الحربي لدى الثوار وتفوق الجيش الانجليزي ونشاط سلاح الجو البريطاني وامتداد زمن القتال وجهل الثوار بأسلوب الحرب النظامية وحصر الثورة في الفرات الأوسط وفقدان القيادة العامة وخيانة بعض البرجوازيين والاقطاعيين.
نتائج الثورة
من 6000 إلى 10,000 من العراقيين ونحو 500 من الجنود البريطانيين والهنود لقوا حتفهم خلال الثورة. وبلغت ساعات طيران الـ (RAF) إلى 4008 ساعة، وأسقطت 97 طناً من القنابل وأطلقت 183861 طلقة وخسائر الـ (RAF) كانت مقتل تسعة رجال، وأصيب سبعة و 11 طائرة دمرت وراء خطوط الثائرين.
وتسببت الثورة بتغيير جذري لنظرة المسؤولين البريطانيين ولإعادة النظر في استراتيجيتهم بالعراق.
كلفت الثورة الحكومة البريطانية ما مقداره 40,000,000 باوند، والذي كان ضعف مبلغ الميزانية السنوية المخصصة للعراق، وعاملاً كبيراً في إعادة النظر باستراتيجيتهم بالعراق. وكلفت الثورة أكثر من مجمل تكلفة الثورة العربية الكبرى (الممولة من المملكة المتحدة) ضد الدولة العثمانية في 1917-1918.