بقلم گەلاوێژخان
أيها القارئ الكريم……
منذ مدة، راودتني رغبة في إعادة طبع رواية «نحو كهف الشجعان» بأجزائها الثلاثة، لتكون في متناول قرّاء كردستان الحبيبة.
كانت الطبعة الأولى قد نُشرت في أواخر عام 1988، في كل من السويد ولندن وعدد من البلدان الأوروبية، لكن كردستان الجميلة كانت آنذاك تمر بظروف استثنائية تحت هيمنة المحتلين، فلم يكن بالإمكان أن تصل الرواية إلي أيدي القراء هناك.
ولذا، يسعدني اليوم أن أضع بين أيديكم الطبعة الثانية، راجية أن تحملكم بخيالكم إلى ذلك الزمن الذي انبثقت فيه الرواية، وتنطلقوا في رحلة تخيلية إلى الجبال الشامخة، والكهوف، ومواقع پێشمەرگە الأبطال، التي تحوّلت إلي ملاذ لهم.
أيها القرّاء الأعزاء،
لقد قام الأستاذ الراحل (والد هيرو) بنضد الطبعة الأولي من رواية «نحو كهف الشجعان» عام 1986، مستخدمًا آلة كاتبة بسيطة في تلك السنوات.
وعلى الرغم من أن قلبي لم يطاوعني لتغيير تلك الكتابة وإعادة تنضيدها بالحاسوب ووسائل الطباعة الحديثة، فإنني حين لاحظت وجود بعض النواقص، وحاجتها في مواضع عديدة للدقة والإتقان، وجدت أنه من الأفضل إعادة كتابتها وتنضيدها، على أن يبقي ذلك العمل الأول ذكري طيبة لأنامله الماهرة ما دمتُ علي قيد الحياة، وأظل أضع تلك الكتابة أمام عينيّ وأحلم بها.
أعزائي، عزيزاتي،
حين بدأت بكتابة «نحو كهف الشجعان»، استغرقت كتابتها أكثر من سنة ونصف. وبعد أن أنهيتها ونُشرت، انشغلت لفترة بهواتف التهنئة من القرّاء.
وقد زارتني مؤسسة إنجليزية، وقالوا إنهم سمعوا عن الرواية من الدكتور كمال میراودەلی، وأعربوا عن إعجابهم بها، قائلين إنها تُشبه الجبال والمرتفعات الطبيعية غير المصطنعة، وجاؤوا للتباحث حول إمكانية تحويلها إلى فيلم سينمائي.
بعد تلك الزيارة، لاحظت أنني كثيرًا ما أتذكرهم كأهلي وأقاربي الأحبّة الذين ابتعدوا عني إلى مكان مجهول، وبدأ القلق يراودني عليهم.


