المسرى ـ بشير علي
في زيارة تحمل أبعادًا إنسانية ووطنية، وصل رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، صباح اليوم الاربعاء، إلى محافظة حلبجة في إقليم كردستان، حيث استُقبل بحفاوة من قبل المسؤولين المحليين، وعوائل الشهداء والناجين من كارثة القصف الكيميائي التي تعرضت لها المدينة في عام 1988. ووضع رئيس الجمهورية والسيدة الاولى اكليلاً من الورود على نصب شهداء حلبجة تعبيراً عن الوفاء لشهداء القصف الكيمياوي.
تأتي الزيارة لتعزيز العلاقة بين الحكومة الاتحادية ومحافظة حلبجة، والتأكيد على الاعتراف الرسمي بمعاناة أهلها، الذين كانوا ضحية واحدة من أسوأ الجرائم ضد الإنسانية في العصر الحديث.
إشادة بصمود المدينة
في كلمته خلال زيارته لنُصب الشهداء ومتحف حلبجة، عبّر رئيس الجمهورية عن تضامنه العميق مع أهالي المدينة، مؤكدًا أن “حلبجة ستظل رمزًا للصمود والتحدي في وجه الظلم، وأن تضحيات أبنائها لن تُنسى في ذاكرة الوطن، مشيراً الى ان حلبجة كانت تتمتع بمكانه مهمة في كل العصور ونثمن استحداثها كمحافظة ومهما فعلنا فأنه قليل بحق هذه المحافظة المظلومة .
وأضاف الرئيس أن “زيارة حلبجة ليست فقط لتكريم الشهداء، بل للتأكيد على التزام الدولة بتحقيق العدالة وتعويض المتضررين، والعمل على تحسين أوضاع المدينة وتنميتها”.
مشاريع تنموية وتوجيهات رئاسية
رافق الزيارة إعلان عدد من المشاريع الخدمية والتنموية في المحافظة، من بينها إعادة تأهيل البنى التحتية، وتطوير المرافق الصحية والتعليمية. كما وجّه الرئيس بتشكيل لجنة رئاسية مشتركة مع الحكومة المحلية لمتابعة تنفيذ هذه المشاريع وضمان إيصال الخدمات الأساسية للمواطنين.
لقاءات مع الأهالي والناجين
التقى الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد عددًا من الناجين من المجزرة، واستمع إلى شهاداتهم الشخصية المؤلمة، متعهدًا بأن تكون هذه المأساة حافزًا دائمًا لبناء عراق خالٍ من الاستبداد والتمييز، تسوده العدالة والمواطنة الحقة.
رسالة سياسية ووطنية
تحمل زيارة الرئيس إلى حلبجة رسائل سياسية مهمة، في مقدمتها التأكيد على وحدة العراق أرضًا وشعبًا، وعلى أهمية إشراك جميع المحافظات، بما فيها تلك التي عانت التهميش، في صناعة القرار الوطني.
وتأتي هذه الزيارة في ظل جهود مستمرة لتعزيز المصالحة الوطنية وترسيخ مبادئ الدستور، خاصة ما يتعلق بحقوق الضحايا والعدالة الانتقالية.


