افتتاحيات رائدة بمبادرات مسؤولة

كتب/ محمد شيخ عثمان

في خضم مرحلة حرجة تمر بها اقليم كوردستان والعراق خاصة والمنطقة الملتهبة عموما ، يتقدم الاتحاد الوطني الكوردستاني بمبادرة سياسية وإعلامية جادة، حملت عنوان “إعادة البريق للنضال الوطني”، وجاءت على شكل سلسلة افتتاحيات باللغتين الكردية والعربية في مجمل قنوات مكتب الاعلام والتوعية “الورقية والمرئية والسمعية ومواقع وصفحات التواصل الاجتماعي”.

 المبادرة تتضمن سبع مقالات مفصلة، تشكل بمجموعها نداء صريحا للوحدة الوطنية، والحوار البناء، والعمل المشترك للخروج من الأزمات التي تهدد حاضر الإقليم ومستقبله.

مضمون المبادرة عبارة عن قراءة سريعة في سبع مقالات افتتاحية وهي:

إعادة البريق للنضال الوطني:هذه الافتتاحية تضع الأساس الفكري والسياسي للمبادرة، مؤكدة أن الحل لا يكون إلا بالعودة إلى الجذور الوطنية: النضال، والإرادة الشعبية، والإصلاح المؤسسي. تدعو المقالة إلى تجاوز التردد، وتحمل جميع الأطراف لمسؤولياتها، وتجنب الوقوع في دوامة الصمت أو التواطؤ.

الإقليم بين الفرص والتحديات – الفيدرالية نموذجا:تحليل عميق لطبيعة النظام الفيدرالي في العراق، يبين نقاط الخلل في التطبيق والانحراف عن مبادئ الشراكة والتوازن. كما يُشخص أزمة العلاقة بين بغداد وأربيل ويدعو إلى إعادة الاعتبار للدستور والحوار الدائم كطريق وحيد للنجاة.

وحدة الصف والموقف:تعالج هذه الافتتاحية  التحدي الأخطر في التاريخ السياسي الكردي: الانقسام. وتؤكد أن التفرقة لم تكن يوما لصالح الشعب، بينما تشكل وحدة الموقف القومي حجر الأساس لأي تقدم ملموس، مشيرة إلى ضرورة التوحد خاصة في القضايا المصيرية مثل الموازنة والحقوق الدستورية.

مشكلة الرواتب والتحرك الدبلوماسي:ترصد الافتتاحية الأزمة المعيشية الحالية، وتسلط الضوء على التحركات الدبلوماسية التي يقودها الاتحاد الوطني داخليا وخارجيا لتقريب وجهات النظر بين أربيل وبغداد، وضمان استحقاقات الموظفين، وتفادي استخدام الرواتب كورقة ضغط سياسي.

حماية الوطن، مسؤولية جماعية:خطاب وجداني يحث المواطنين على التمسك بإقليمهم رغم الإحباط، ويرفض ثقافة التنصل من المسؤولية. تؤكد المقالة أن كوردستان ليست مشروع حزب أو جهة، بل بيت الجميع، وأن النضال من أجل الإصلاح يجب أن يستمر ضمن إطار وطني جامع.

دور الاتحاد الوطني في حل أزمة الرواتب:تستعرض هذه الافتتاحية  الجهود الهادئة والمثابرة التي يبذلها الاتحاد الوطني عبر قنوات الحوار الرسمية وغير الرسمية، وتحذر من مغبة إقحام المواطنين في خلافات سياسية، داعية إلى تفعيل الشراكة الوطنية الحقيقية وتغليب المصلحة العامة على الحزبية الضيقة.

حكومة خدماتية وبرلمان فعال:تنتهي السلسلة بنداء لتشكيل حكومة قوية وشفافة، وبرلمان فعال يعكس تطلعات الناس، ويُعيد الثقة بالعملية السياسية. تضع المقالة أولوية واضحة لتقديم الخدمات، والتصدي للفساد، وتفعيل المؤسسات بما يحصن الإقليم من الأخطار المتزايدة.

نداء للتجاوب لا التجاهل

هذه المبادرة ليست مجرد تحليل أو تأطير نظري، بل تمثل دعوة مسؤولة وعملية لجميع الأطراف “خاصة الحزبين الرئيسين” إلى الجلوس حول طاولة واحدة والعمل على صياغة حلول واقعية لمشاكل حقيقية.

 إنها ليست مبادرة إعلامية فقط، بل خارطة طريق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في مرحلة تتكاثر فيها التحديات من كل اتجاه: اقتصادية، دستورية، سياسية، واجتماعية.

ما يميز هذه الافتتاحيات هو الجمع بين وضوح الرؤية وهدوء الطرح، بعيدا عن المزايدات والخطابات المتشنجة، كما أن المبادرة لا تبرئ أحدا من المسؤولية، لكنها تدعو إلى تحملها بشجاعة، وتفتح الباب أمام شراكة جديدة قائمة على الحوار، لا على التنافر.

الاتحاد الوطني الكوردستاني، عبر هذه السلسلة، لا يدعي امتلاك الحل الوحيد، لكنه يقدم مبادرة قابلة للتفاعل والتطوير، موجهة إلى الجميع، ومبنية على قاعدة واضحة: لا يمكن حماية كيان كوردستان إلا بوحدة الصوت والموقف، والتخلي عن عقلية التفرد والاحتكار والإقصاء.

هذه الافتتاحيات مبادرة مسؤولة وليست ترفا إعلاميا، بل صرخة سياسية وطنية، يجب أن تُقابل من الأطراف الأخرى – لا سيما الحزب الديمقراطي الكوردستاني – برد فعل مسؤول يليق بخطورة المرحلة،فإما أن ينهض الإقليم موحدا، أو يستمر النزيف حتى نقطة اللاعودة.

المبادرة الآن على الطاولة، والكرة في ملعب الجميع.