المسرى ـ خانقين
في تطور جديد يعكس تصاعد الدعوات المحلية لإعادة النظر في التقسيمات الإدارية، طالب عدد من شيوخ ووجهاء العشائر في قضاء خانقين، بتحويل خانقين إلى محافظة . واعتبروا أن هذه الخطوة تمثل دفاعاً مشروعاً عن مبادئ الدستور العراقي، وضماناً لحماية الهوية التاريخية والثقافية لسكان المنطقة.
وقال الشيخ حيدر عدنان الأركوازي أحد وجهاء عشائر خانقين في تصريح للمسرى، خلال مؤتمر عشائري عُقد في خانقين:لقد آن الأوان لإنصاف المدينة، التي عانت لسنوات من الإهمال الإداري والتمييز في توزيع الموارد. مطلبنا ليس سياسياً بقدر ما هو دستوري ووطني، يهدف إلى تعزيز التعايش، والعدالة في التنمية، وتمكين السكان من إدارة شؤونهم بأنفسهم ضمن الإطار الاتحادي.”
ويعود مطلب تحويل خانقين إلى محافظة إلى سنوات طويلة، إذ يرى كثير من أبنائها أن موقعها الجغرافي، وعدد سكانها، وتنوعها الاجتماعي والثقافي، يؤهلها لأن تكون وحدة إدارية مستقلة، أسوة بمناطق أخرى تحوّلت إلى محافظات لأسباب مشابهة.
ويقول مراقبون إن هذه الدعوة قد تعيد الجدل حول كيفية تطبيق المادة 119 من الدستور العراقي، التي تنص على إمكانية استحداث محافظات جديدة بناءً على طلب من ثلث أعضاء المجلس المحلي، وموافقة مجلس النواب العراقي. كما تأتي هذه التحركات في ظل تصاعد النقاشات الوطنية حول اللامركزية، وتوزيع السلطات والصلاحيات بين الحكومة الاتحادية والمحافظات.
ودعا المشاركون في المؤتمر الحكومة المركزية ومجلس النواب إلى”التعامل بجدية ومسؤولية مع هذا المطلب، بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة”، مؤكدين أن تحويل خانقين إلى محافظة مستقلة “سيسهم في ترسيخ مبدأ المواطنة، ويحقق عدالة أكثر في تقديم الخدمات والبنى التحتية، ويقلل من التوترات التي تسببت بها سياسات التهميش السابقة.”