في صباح الثاني من آب عام 1990 اندلعت حرب الخليج الأولى، بعدما دخلت القوات العراقية إلى الكويت وتغلبت على قواتها الصغيرة، واحتلتها بالكامل في أقل من ساعتين، وعلى إثرها غادر أمير الكويت السابق الشيخ جابر الأحمد الصباح إلى السعودية.
مرت 35 عاما على هذه الذكرى الأليمة التي كان سببها عدة عوامل متداخلة بحسب المراقبين والمتابعين، أهمها النزاعات حول حقول النفط والخلافات حول الديون المستحقة على العراق للكويت، كما لعبت السياسة الأمريكية المزدوجة في المنطقة دورا في تأجيج الأوضاع، بالإضافة إلى الطموحات التوسعية لنظام البعث البائد في المنطقة، ليعلن عن تصنيف وتسمية الكويت بالدولة العميلة ثم يضمها إلى العراق وتصبح المحافظة التاسعة عشرة آنذاك .

وبالمقابل لم يكتف المجتمع الدولي بالوقوف متفرجا، وإنما بعد نحو 20 أسبوعا من الغزو قام بعملية حشد للقوات في منطقة الخليج، أطلق تحالفا بقيادة الولايات المتحدة وبقرار من الأمم المتحدة، فقد أدان مجلس الأمن الدولي الغزو، وفرض عقوبات اقتصادية على العراق، وشرع في استخدام القوة العسكرية لتحرير الكويت، بدأ بحملة جوية استمرت 6 أسابيع تلتها 4 أيام من القتال البري ما أدى إلى طرد آخر الجنود العراقيين من الكويت في 28 شباط من عام 1991.
وكانت عملية تحرير الكويت من براثن البعث الصدامي البائد والمعروفة بعملية ( عاصفة الصحراء ) نقطة تحول عسكرية، إذ باتت الولايات المتحدة القوة العسكرية العظمى بلا منازع في العالم، وبالتالي شهدت حرب الخليج الأولى دخول الطائرة الشبح في العمليات والتوجيه الدقيق للقذائف، كما شهدت تنفيذ مفاهيم جديدة مثل “الحرب الموازية”، إذ دُمّرت أهدافٌ عدة في وقت واحد وليس بالتسلسل، وذلك بهدف التعمية والتشويش والتعطيل

وتشير التقارير الغربية أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة كانت على دراية بتهديدات نظام البعث آنذاك ضد الكويت، إلا أنها لم تكن تتوقع الغزو العسكري،وبعد تسارع الأحداث أصبح صوت العالم شبه موحدا بإدانة الغزو وضرورة وضع حد لهذا العمل الإجرامي لنظام صدام حسين، ففي غضون أيام، قادت الولايات المتحدة جهودًا لتنظيم تحالف دولي، والذي عمل من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإصدار القرار 660 الذي يطالب بانسحاب العراق الفوري وغير المشروط، وقرار 661 الذي يفرض عقوبات اقتصادية، وقرار 663 الذي يعتبر ضم الكويت لاغيًا وباطلاً.
وافقت الولايات المتحدة والسعودية على نشر القوات الأمريكية في السعودية لحماية شبه الجزيرة. في نفس الوقت، أصرت الولايات المتحدة والتحالف على الانسحاب غير المشروط للعراق من الكويت، ولكن العراق رفض الانسحاب وبدأ في نهب الكويت وتدمير بنيتها التحتية.

بحلول 30 تشرين الأول 1990، اتخذت إدارة بوش قرارًا بدفع العراق للخروج من الكويت بالقوة إذا لزم الأمر، وزادت الولايات المتحدة من وجود قواتها وطلبت من الأمم المتحدة إذنًا باستخدام القوة، وأسفر ذلك عن القرار 678 من الأمم المتحدة، الذي أذن باستخدام القوة لإجبار العراق على الانسحاب من الكويت، لكنه منح العراق فترة سماح مدتها خمسة وأربعون يومًا للانسحاب، بقيادة الولايات المتحدة.
وبعد انتهاء فترة المهلة، هاجم التحالف بقيادة الولايات المتحدة العراق جويا، . وفي غضون 24 ساعة، سيطر التحالف على الأجواء وقصف مواقع استراتيجية مثل مرافق القيادة والتحكم العراقية، وقصور صدام حسين، ومقرات حزب البعث، ومحطات الطاقة، والمرافق الاستخباراتية والأمنية، ومحطات الطاقة الكهرومائية، ومصافي النفط، والمنشآت الصناعية العسكرية، ومرافق الصواريخ العراقية، واستهدفت الطائرات التحالف بعد ذلك القوات العراقية في الكويت.
وفي 24 شباط 1991 بدأ التحالف الدولي بالهجوم البري على القوات العراقية والتي استمرت أربعة أيام، شملت الحملة قوات من 34 دولة، بما في ذلك عدد من الدول العربية، حيث حرر التحالف مدينة الكويت ودفع القوات العراقية إلى التراجع والانسحاب في 2 آذار 1991.
وأقر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار 686 الذي وضع شروطًا لوقف إطلاق النار، وكان على العراق قبول أحكامه، بما في ذلك العقوبات ودفع تعويضات عن أضرار الحرب، وإعادة الممتلكات التي سرقها من الكويت، وفرض حصار وحظر جوي على سمائه.

