المسرى.. تقرير : فؤاد عبد الله
يعيش العراق أزمة سياسية خانقة منذ يقارب عشرة أشهر، بسبب عدم الاتفاق على شكل الحكومة القادمة، واستقالة نواب التيار الصدري من البرلمان، وللخروج من هذه المعضلة، رشح الإطار التنسيقي النائب الحالي والوزير والمحافظ السابق محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة،عسى أن تكون بداية لإنهاء الخلافات بين القوى السياسية بشأن المرشحين لرئاسة الجمهورية والحكومة.
مهمة صعبة
ويقول الخبير الاستراتيجي صلاح البوشي لـ( المسرى) إن” المهمة صعبة أمام القوى السياسية من أجل اختيار خارطة العمل، ووضع آليات العمل المستقبلية للمرحلة السياسية، بعد المخاض الكبير والعسير الذي مرت به القوى السياسية، والتدافع الذي كان يحصل في الأروقة السياسية،على عدم التفاهم على المباديء العامة لادارة المرحلة السياسية، وبالتالي هذا التفاوت بين القوى السياسية ربما سيكون هو الضاغط على المستقبل السياسي القريب”، موضحاً أن” الاطار التنسيقي سعى بكل قوته لاختيار شخصية مثل ( محمد شياع السوداني)، ومن ثم عمله على وضع برنامج سياسي داعم له، ليس فقط من قوى الاطار، وإنما برنامج يكون متوازياً مع القوى السياسية الأخرى بالمستوى الاتحادي”.
نجاح المرحلة
وبين البوشي أن ” السلطة التنفيذية إذا نجحت في هذه المرحلة، سيكون نجاحاً للمرحلة السياسية اللاحقة، وسيكون أيضاً تعبيراً لأداء القوى السياسية للمرحلة على المستوى الوطني”، مشيراً إلى أن” كل الضغوطات التي تحصل حالياً على العملية السياسية، هي من أجل الإخلال بالمناخ السياسي بصورة عامة، وبالتالي لا يعلم أحد إلى ماذا ستؤول بالنتيجة، هل ستكون تجربة ناجحة أم لا؟ “.
حسم الجدل
أما عضو شبكة الهدف مؤيد العلي فيرى أن” اختيار الاطار التنسيقي لشخصية كـ(محمد شياع السوداني)، هي خطوة جيدة، وتصب في مسألة حسم الجدل بشأن الشخصية التي تتولى رئاسة مجلس الوزراء، وبالتالي تعطي زخماً كبيراً للعملية السياسية، من أجل الخروج من هذا المأزق السياسي الخانق، الذي مرت به البلاد منذ إجراء الانتخابات في تشرين الأول من العام الماضي ولحد اليوم”، لافتاً إلى أن ” شخصية السوداني لتولي منصب رئاسة الوزراء، تحظى بمقبولية كبيرة وجيدة من قبل الكتل السياسية، كونه تسنم مناصب تنفيذية كثيرة ومتعددة، وكان له باع طويل في العملية السياسية”.
سوء إدراة
وأكد العلي لـ( المسرى) أن ” محمد شياع السوداني خلال ترؤوسة للمناصب التنفيذية في الحكومات السابقة، لو تسجل عليه، أي ملفات أو مؤشرات فساد أو سوء إدارة لأي المناصب التي تقلدها، لذلك وبدون شك، نستطيع القول إنه قادر( السوداني) على إدارة الملف الحكومي في الفترة المقبلة بكل نجاح إذا لاقى دعماً سياسياً الممكن”.
تماسك الاطار
ومن جهته يقول المحلل السياسي مهدي الصبيحاوي لـ( المسرى) إن” تماسك الاطار التنسيقي فيما بينه، وفي تعامله مع النواب المستقلين، خلق حالة أثمرت عنها ترشيح شخصية مثل محمد شياع السوداني لتولي منصب رئاسة الوزراء للمرحلة القادمة من تاريخ البلاد،وليس هذا فقط، وإنما لاقى ترشيحه إقبالاً من باقي الكتل السياسية الأخرى ومن كل المكونات والمسميات”، مضيفاً أن ” السوداني يمتلك الحظوظ والتوافقية من أغلب الكتل والأوساط الثقافية والسياسية من خارج البرلمان، أضف إلى ذلك أن شخصيته تنطبق عليها جل الشروط القانونية والدستورية لتولي رئاسة الوزراء للمرحلة القادمة، وبالتالي سيكون من السهولة حصوله على ثقة النواب، إذا دعت هيئة رئاسة مجلس النواب الكتلة الأكبر لاختيار مرشحها لرئاسة الوزراء”.
مواقف رافضة
ومع هذا التأييد، يواجه مرشح تحالف الإطار التنسيقي لتشكيل الحكومة الجديدة محمد شياع السوداني، عدة مواقف تعارض وصوله إلى رئاسة الوزراء، منها مواقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وقوى تشرين المتمثلة بالحراك المدني في العراق،إلى جانب غموض مواقف بعض الأحزاب والكتل الأخرى.