فؤاد عثمان/ الكاتب و صحفي
في الذكرى السنوية للمرحلة الثامنة لعمليات الانفال سيئة الصيت ( خاتمة الانفال)
تمر علی شعبنا الذکری السنویە 37 لخاتمة عمليات الانفال سيئة الصيت، التي طالت منطقة بادينان امتدادا لتنفیذ سیاساتە لابادە الشعب الکوردی و محو هویتە القومیە
بدات هذه المرحلة في 24/8/1988 كتكملة لعمليات الانفال. والتي تعد ابشع جريمة شهدته التاريخ البشرية حيث راحت ضحيتها 182 الف مواطن عزل ناهيك عن هدم اكثر من 4500 قرية و مسحها مع الارض نتيجة سياسة الارض المحروقة
بهذه المناسبە ننحنی اجلالا و اکراما لشهدائنا المۆنفلین والذین لازالوا مفقودی الاثر و ضحایا المقابر الجماعیە…
بعد انتهاء المراحل 5 و 6 و 7 لعمليات الانفال التي شملت مناطق رواندز و سوران و بارزان و مناطق في محاظفة اربيل في 24/اب /1988 هاجم النظام البعثی الدموی منطقە بادینان من ۱۱ محورا، طالت الحملە کافە القری التابعە لمحافظە دهوک و اقضیە زاخو و عقرة و شێخان و حمادیە و سرسنک وصولا الحدود الترکیە فی بعض المناطق، في هذه المرحلة تم هدم ٦٦٣ قريه من ضمنها قصف النظام ٧٠ قريه بالاسلحة الكيمياوية.
هذه العملیات (الانفال الثامنە ) انتهت في ٦/ایلول فی السنە نفسها، بدٲ النظام عملیات الانفال الثامنە بقصف قری الواقعە فی سفح جبل گارە( قری بری گارە – بالکوردیە)
ان المرحلة الثامنة لعمليات الانفال امتداد لمراحل عمليات الانفال التي بدأت بالمرحلة الاولى في كرميان و مرورا بالعمليات الثانية وحتى السابعة وصولا الى هذه المرحلةوالتي شملت كافة اراضي كردستان وسمیت خاتمە الانفال.
بعد انتهاء سنوات الثمانية لحربه مع ايران ،جمع النظام البعثي ما تبقى من قواته المنهارة لشن هجوم مباغت بهدف ابادة الشعب الكردستاني و تنفيذا لمخططاته الشوفينية حيث استخدم هذه القوات لتنفيذ عمليات الانفال في مراحلها الثمانیە باشراف المجرم على حسن المجيد و بقيادة سلطان هاشم وزير الدفاع و استخدم الاسلحة الفتاكة و الكمياويە…
وفقا للوثائق التی تحمل توقیع اللواء یونس محمد زرب احد قیادات الفیلق الخامس والمرسل الی القائد العام للقوات المسلحە العراقیە حینذا
تم اعتقال ١٣٥٥٣ مواطنا فی هذه المرحلە، ٣٣٧٣ منهم من النساء و ٦٩٦٤ کانوا من الاطفال .
لم يستهدف النظام الدموي في عمليات الانفال الثامنة الانسان في منطقة بادينان فحسب بل استهدف البنة الاجتماعية والاقتصادية وذلك بهدم القرى و حرق البساتين وهدم ينابيع المياه و قتل مئات من الحيوانات البرية والداجنة و هدم العشرات من بيوت العبادة والمعابد والمساجد و المدارس.
راحت ضحية عملية الانفال الثامنة اكثر من 5الاف مواطن عزل من اهالي بادينان وتم خلالها هدم 663 قرية و ابادها ارضا ولم يبقى منها الا الاطلال و تعرضت اكثر من 65 قرية للقصف الكمياوي وتشرد 60الف مواطن اخرون تاركين موطن ابائهم و لجؤوا الى تركيا و ايران حيث توفى عدد كبير منهم في ظروف حياتية صعبة و مشقة الوصول الى الحدود، ناهيك عن اسكان 40 الف مواطن في المجماعات القصرية قرب اربيل في عيش لا يحسد عليه، لا تنسى اهالي اربيل مشاهد مبكية و مسأوية للعوائل التي نقلوا من اوطانهم في بادينان و وضعوا في ارض يابسه و جرداء في منطقة برحوشتر و جزينكان القریبە من اربیل في ظروف، قل ان يتحملها الانسان حيث حرارة الصيف الحارق و الجوع والعطش و انعدام المأوى كان سمة عيش هؤلاء انذاك حيث مات عدد منهم جراء عدم تحمل مشقة هذا العيش الذي فرض عليهم..
عندما نتحدث عن هذه الماسات التي عاشها هؤلآء جراء عمليات الانفال في بادينان لابد لنا ان نثمن الكرم والشهامة لاهالي اربيل حيث انجدوا اخوانهم و قدموا لهم المساعدات وسند لهم مجاوزا كل المخاطر التي شكلها النظام والطوق الامني المشدد عليهم لكن اهالي اربيل قاموا بكرم الضيافة و فتحوا لاخوانهم الحضن الدافئ.
لشدة مأسات عمليات الانفال في المرحلة الثامنة و مشاهدها المحزنة، جمع الكاتب محمد امين ميرزا جملة من قصص و رويات عن ضحايا هذه العملية تحت عنوان ( رحلة الاحزان شاهد عيان على انفال بادينان و اوضاع اللاجئين في مخيم ديار بكر. يروي ميرزا مشاهد و قصص تشقعر لها الابدان بسماعها.
في عمليات الانفال الثامنة عدد كبير من الضحايا لازال مصير اكثریهم مجهول ولم يتم حتى الان الكشف عن المقابر الجماعية التي تحوي على ضحايا بادينان ،عليه يجب على الجهات المعنية السعي من اجل الكشف عن مصير المفقودين الاخرين و اعادة رفاتهم الى ارض كردستان.
في هذه الذكرى الاليمة على قلوبنا جميعا على الحكومة العراقية كوريث للنظام السابق ان تتحمل المسؤولية الاخلاقية والقانوينة لتعويض الضحایا و متضرری النظام تنفیذا للمادە ۱۳۲ من الدستور و استنادا على نص قرار المحكمة الجنائية العراقية العليا التي اعتبرت عمليات الانفال ابادة جماعية
وجرائم ضد الانسانية.
وعلی المجتمع الدولی و الدول العظمی حیث غض العالم بصره دون ان يحرك ساكنا ماعدا عدد قليل عدد قلیل من المنظمات الدولیە و صدیقە للکورد و مساند له المرحومة دانيال ميتران التي قدمت مساعدات للنازحين في مخيمات بتركيا ورفعت صوتها عاليا ضد هذه الجرائم حيث يدين لها شعبنا بالجميل، لذا على المنظمات الدولية العاملة في الاقليم و ممثلي الدول العمل من اجل تعريف هذه الجريمة كابادة جماعية و تدويلها تعويضا منهم للسكوت التي اختاروه حفاظا على مصالحهم مع طاغية صدام كما و على المجتمع الدولي مساعدة اقليم كردستان في تقديم الشركات التي ساندت النظام الصدامي لحصوله على المواد الكمياوية التي استخدمته لابادة شعبنا لمحاكم دولية
ختاما و للتذکیر، ان عمليات الانفال هي احدى عمليات الابادة الجماعية التي قام بها النظام العراقي السابق وخلال 8 مراحل سنة 1988 وطالت كافة مناطق كردستان بدأ بكرميات وخاتمتها كان بمنطقة بادينان واستمرت هذه العمليات قرابة 8 اشهر وراح ضحيتها اكثر من 182 الف مواطن عزل لازال مصير اكثريتهم مجهول عدا كشف و اعادة عدد قليل منهم في مقابر جماعية غرب و جنوب العراق.
وسميت عمليات الانفال نسبة الى صورة رقم 8 في القران الكريم
تحية اجلال و اكرام للارواح الطاهرة لشهداء انفال بادينان و شهداء المراحل السابقة وکافە شهداء كردستان.

