تغطية: عباس محمد – خانقين
إعداد: كديانو عليكو
يعشق المستمعون الغناء العراقي القديم بسبب عمقه التاريخي وتنوعه الثقافي، وقدرته على التعبير عن المشاعر الإنسانية من خلال المقامات والإيقاعات المميزة، فضلاً عن غناه اللحني وصدق كلماته الذي يلامس شغاف القلب، ويرتبط بالحضارات القديمة التي مرت بالعراق. بالإضافة إلى أن أصالة اللحن والمعنى الذي يحمله الغناء القديم يجعل المستمع يرتبط به عاطفياً.
يقول المواطن من مدينة خانقين نهاد الخياط للمسرى: ان “الغناء العراقي له نكهة خاصة وذو شجن، مضيفا ان المقامات العراقية على وجه الخصوص لها ذوق وتعبر عن معاناة المطرب نفسه او معاناة المجتمع ولها دور خاص في المجتمع العراقي، مضيفا انه يعشق المقامات العراقية للمطربين العراقيين القدماء مثل محمد الكبنجي وناظم الغزالي وحمزة السعداوي وغيرهم من المطربين الكبار الذين كان لهم دور في الساحة العراقية”.
من جانبه اكد المواطن باهر الوندي للمسرى، انه “ليس هناك من يكره الغناء العراقي، ليس على مستوى العراق فقط، وانما على مستوى الوطن العربي، خاصة دول الخليج العربي، حيث يميل مواطنو هذه الدول الى الغناء والمقام العراقي، خاصة مطربي جيل الستينيات والسبعينيات”.
المواطن عباس الزهاوي من جهته اوضح للمسرى، ان “الغناء العراقي القديم او جيل الستينيات والسبعينيات فيه شجن وطرب وكلمات مؤثرة جدا تمثل الحالة العراقية، مضيفا ان العديد من المطربين مثل حميد منصور وقحطان العطار وفؤاد سالم وغيرهم لا يمكن نسيانهم، منتقدا اغاني فناني الجيل الجديد بانها لا تليق بالفن الغنائي العراقي الاصيل”.
عرف العراقيون الغناء والموسيقى منذ أقدم العصور التاريخية، وتعدُّ القيثارة البابلية أحد الشواهد الحيّة على مدى عشقهم للغناء وقتذاك، وقد شهد فن الغناء العراقي مراحل متعددة من التطوّر عبر حقب تاريخية طويلة حتى تكاملت حلقاته، وأصبح يمثّل ظاهرة بارزة، لاسيما في العصر العباسي الذي شهد الكثير من التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بحيث صارت بغداد قبلة العلماء والأدباء، الذين كانوا يفدون إليها من بلدان عربية وأجنبية.





