أكد الاعلامي علي التويجري ضرورة ان يلعب العقلاء من السياسيين والاعلاميين دورا لنزع فتيل الازمة السياسية الراهنة في البلاد، مشددا على ضرورة ان يلعب الاعلام دوره في نقل الحقائق كما هي.
وقال التويجري خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يبث على شاشة قناة المسرى ان كل شخص يعمل في الاعلام صاحب رسالة وعلى عاتقه مسؤولية كبرى، لافتا الى انه ومنذ 2005 كنا نطمح لتأسيس مؤسسات إعلامية مستقلة تقوم بنقل الرسالة بحيادية من المواطن الى المسؤول وبالعكس، لكن بصراحة فشلنا في تأسيس مؤسسات إعلامية مستقلة، معربا عن الأسف في ان ما نسبته 90% من وسائل الاعلام العراقية حزبية وتمول من قبل الاحزاب، مشددا على ان نقل المعلومة عبر وسائل الاعلام لا يتم بحيادية.
وأضاف التويجري ان مواقع التواصل الاجتماعي اليوم تعتبر مشكلة تواجه السياسيين والصحافيين وحتى المواطن العراقي، لافتا الى انه من الصعوبة التحكم بمواقع التواصل الاجتماعي التي بدأت تؤثر في الشارع بصورة مباشرة ورسالتها تصل للمواطن اسرع من وسائل الإعلام، مشيرا الى ان الظروف الصعبة التي يمر بها العراق منذ اجراء الانتخابات المبكرة تدعونا لمطالبة العقلاء من السياسيين والاعلاميين بالعمل على نزع فتيل الازمة.
التويجري: المرجعية الرشيدة عليها التدخل لنزع فتيل الازمة داخل البيت الشيعي
وشدد التويجري على ان العراق اليوم امام مفترق طرق فدخول متظاهري التيار الصدري الى داخل مبنى مجلس النواب ومجلس القضاء الأعلى ودعوات الاطار التنسيقي جمهوره الى التظاهر لحماية العملية السياسية فهذا يعني انه سيكون هناك تصادم بين جمهوري الاطار التنسيقي والتيار الصدري ويدخلنا في نفق مظلم لا نعلم الى أين يصل بنا، مؤكدا ان على السياسيين والمرجعية الرشيدة العمل على نزع فتيل الازمة وتشكيل حكومة جديدة تشمل جميع فئات الشعب العراقي فهي تخدم الجميع وتنهي الانسداد السياسي وفي حال لم يتم تشكيل الحكومة فعلينا الذهاب الى انتخابات مبكرة أفضل من ان يكون هناك تصادم بين ابناء الشعب الواحد.
وتابع التويجري ان على الاعلاميين والمؤسسات الاعلامية العراقية العربية والكوردية منها العمل على تهدئة الشارع العراقي ونقل المطالب المشروعة للمتظاهرين، مشددا على ضرورة ان تقوم الجهات الحكومية بتلبية هذه المطاليب، لافتا الى ان تشكيل الحكومة تأخر بسبب خلافات سياسية، مستائلا عن الفائدة في حال حدث تصادم داخل البيت الشيعي؟، محذرا من ان التصادم داخل البيت الشيعي سينقل النار الى البيتين الكوردي والسني ولن يستفيد احد من ذلك.
واشار التويجري الى ان الإعلام لا يستطيع مقاومة ما يحدث في الشارع، محذرا من انه في حال لم يتم السيطرة على الوضع خلال الساعات المقبلة فإن المتظاهرين سيخرجون عن سيطرة الجهات الأمنية وحتى الجهات التي تقف خلفهم، لافتا الى ان دخول المندسين بين المتظاهرين سيسبب مشكلة كبيرة، مشددا على ضرورة ان يكون الاعلام قادرا على التفرقة بين المتظاهر الحقيقي الذي له مطالب مشروعة يريد ايصالها للحكومة وبين المندس الذي يريد احراق دوائر الدولة وحرف التظاهرات عن مسارها الحقيقي.
التويجري: بعض وسائل الاعلام تمارس التحريض خدمة لجهات سياسية
وعن الاخبار الكاذبة التي تتداول عبر بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، اوضح التويجري ان مثل هذه الاخبار ستكثر في الايام المقبلة، لافتا الى ان اي وسيلة اعلامية معتبرة عليها العودة الى المصادر الحكومية والرسمية قبل نشر اي خبر، مشيرا الى ان هناك قنوات اعلامية تريد نشر الاخبار الكاذبة، موضحا ان بعض القنوات التي تحرض على التفرقة ولا تخدم التهدئة تكون اما لجهة سياسية خاسرة في الانتخابات او جهة سياسية لم تحصل على المنصب الذي كانت تطمح له، مشددا على ضرورة ان يكون هناك اعلام مهني ينقل الحقيقة الموجودة على ارض الواقع وبخلافه سنواجه مشكلات كثيرة.
وعن دور الاعلام في توعية المواطنين اوضح التويجري ان الاعلام دائما يحاول نقل الصورة الايجابية قدر المستطاع، مشيرا الى انه عمل على توعية المواطنين أكثر من الحكومة، مبينا ان الاعلام يسير بخط مواز للانجازات الحكومية والحديث عن هذه الانجازات لكن في العراق اليوم عملية الاعمار ضعيفة لأن هناك فساد في وقت الجميع يطالب فيه بالاصلاح، مشددا على ضرورة ان يكون للصحافي دور في كشف الفساد وايصال ملفات الفساد للحكومة والجهات المسؤولة.
التويجري: يجب مكافحة الإشاعات عبر الإعلام في هذه الظروف الحساسة
وعن الدور الذي يفترض ان يقوم به الاعلام في الايام المقبلة، شدد التويجري على ضرورة عمل الاعلام على نقل المطالب المشروعة للمواطنين للحكومة واخذ تعهد بتنفيذها، مشددا على ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة لانه من غير المعقول الا يعرف الناخب اين ذهب صوته بعد 10 اشهر من اجراء الانتخابات، مؤكدا انه يجب اما تشكيل الحكومة او الذهاب الى انتخابات مبكرة، مشددا على ان دور الاعلام مهم وهو نقل مطالب المتظاهرين ويقابله اعطاء وعود حكومية رصينة لتلبية مطالب المتظاهرين، فضلا عن مكافحة الاشاعات التي قد يؤدي الى نتائج لا يحمد عقباها.
وختم التويجري بالتشديد على ضرورة ان تعمل وسائل الاعلام في هذا الظرف الحساس بمسؤولية ومهنية وان تكون دقيقة في انتقاء الخبر ونقله من مصادر موثوقة وان تعمل على مكافحة الاشاعة وكشف من يبثونها.