ازاد هورامي
بطل من ذاك الزمان
كتب ستران عبدالله
نهاية اب من عام ٢٠٢٠
————
نستذكر الشهيد ازاد هورامي لنستذكر يوم كنا كردستانيون مفعمون بالامل والروح الطيبة للثورة الجديدة لشعبنا. نستذكر البندقية الرومانسية و القيثارة الثورية في اليد البيضاء لهذا القائد و البيشمركه المبجل الذي كان يجمع في حنجرته بين اناشيد تحرير كردستان و اناشيد اليسار الشرقي ( مالى جول و مارمبوس ) و صدى فيروز حيث كانت تنقل عن جبران خليل جبران:
أعطنى النايَ وغنّ فالغناء سر الخلود
و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود
نستذكر الشهيد هورامي كي نستذكر المعاناة المشتركة وقيم الوطنية المتجاوزة للمناطقية و الهوية العشائرية والطائفية المقيتة والشوفينية التي لاتدرك سر التنوع القومي وعظمة الانتماءات الكبرى لكل ماهو انساني.
نستذكر ايام ازاد هورامي ليس فقط لنؤكد على الوفاء لذكراه و لتاريخه المشرف و هو واجب الاداء لذكرى كل شهيد وكل قائد مقدام خدم القضية وقدم لها اغلى مايملك وهو روحه، بل لكي نشذب المعاني الصادقة للتضامن والرفاقية و التمسك بمبادى الثورة الجديدة لشعبنا و لمسار الاتحاد الوطني الكردستاني وكل المنظومة الفكرية التي بني على اساسها.
نستذكر الحياة الغنية لازاد هورامي،
نستذكر السيرة والمسيرة الغنية بالابعاد والمثل الجميلة لقيادي قدم الاخلاقيات الثورية الرفيعة على التصارع السياسي الضيق الافق.. وقدم العناوين العريضة للنضال و المجاهدة على الاستقطاب الداخلي و العصبوية و الانانية. مقدما بذلك نموذجا فريدا للايثار والنبل ، مترفعا على الصغائر و اليومي من الضغائن و تفاهات الاشياء، لحساب الانتماء لقضية الثورة وهدفها الستراتيجي. مقدما بذلك مقاربة صادقة لمنبته العائلي والجغرافي.
فازاد هورامي ینتمي بالعنوان و التذكرة و الخلق الرفيع المتواضع لاحدى سانات هورامان على طول الحدود الجبلية حيث غدر الجغرافيا و قسوة التأريخ و تقاطع الاتتماءات الاجتماعية والطبقية، وكأن بانتمائه للفكر اليساري ولتنظيم كومله و الاتحاد الوطني الكردستاني ينسلخ عن انتماءه الطبقي والاجتماعي ملتحقا بركب المسيرة الحتمية للتاريخ التي تصنع المستقبل و تنتصر لحق الشعوب في تقرير المصير ذلك الشعار الاثير عند الحركة الوطنية الكردستانية.
نستذكر الشهيد هورامي لنستذكر الوجهة الكردستانية الحقة حيث ينحدر هذا السياويش القادم من نصوص شانامه الشاعر خاناي قوبادي، من كويستان كردستان ملتحقا بمصيره الكرمياني في كركوك مدينة التعايش التأريخي بين المكونات الاصيلة. ذلك التعايش المصقول من آلسنة النار الازلية التي لم تنل منه سياسات الترحيل و التعريب البعثي كما لن تنال منه سياسات التفرقة الحالية للسلطة العسكرية التي تحكم بأسم الحكومة الاتحادية و الاتحادية منه براء.
نستذكر ازاد هورامي، هذا الهورامي الكركوكي و عديل كردستان الشرقية، هذا الشهم الحاسم و الرقيق المشاعر كعنوان التضحية و الشهادة لكي نبرىء ذمة هورامان الجميلة من عناوين اخرى التصقت بالمشبوه من التسميات .
وشتان بين من يقدم عرق الجبين والدم والروح من اجل تحرير الوطن كله بكركوكه وكرميانه و بين اخر يرتبط بلعنة البرامكة الاقتصادي في الشرق الاوسط حيث تحول النفط والثروة فيه الى لعنة استعمارية ونقمة تأريخية لا فكاك منه الا بنعمة النضال في سبيل الحرية والتأخي و احقاق الحق، الاحقاق الذي لاتشوبه شائبة ولن تنال منه عاتيات الزمن الطائفي الجديد مهما لبس من لبوس الوطنية العراقية. فالوطنية العراقية و الديمقراطية والفدرالية مهما قدم لها من تفسيرات فضفاضة لاتعني قط مصادرة ارادة الكردستانيين في كركوك و لن تتجذر تلك الوطنية المشكوكة في امرها على حساب الارادة الكركوكية التي قالت كلمتها في اكثر من جولة انتخابية منذ تحرير الوطن العراقي من الدكتاتورية البعثية واشهرت انتمائها الكردستاني بعيدا عن الادارة المنتدبة سواء ادارة ميفل و امسكايا او ادارة المحافظ بالوكالة ، لافرق في ذلك امام محكمة التأريخ.
نستذكر دماء الشهادة ممثلا بشهادة البطل ازاد هورامي في ٣١ اب من عام ١٩٨٨ حيث استشهد في ميادين الوغى بقصف طائرات الفاشية البعثية بعد ان كان عنوان للمصالحة الوطنية في منطقة بادينان تاركا لنا العبرة الجميلة في ان اساس نضالنا هو التكاتف ضد الفاشية و نتذكر ان كردستان خارطة واحدة بهورامانها وبادينانها وفي القلب من كل ذلك بكركوكها التي مازالت تنتظر الفرج الديمقراطي في كردستان كما في العراق كله.
نستذكر ازاد هورامي لنذكر انفسنا ان قيمة كركوك ليست بنفطها و ثرواتها الزائلة، بل بناسها و مافيها من خزين التراث وعبق التأريخ و ماينتظرها من مستقبل عامر فقط ان تداركنا الطائفية و الشوفينية و التعالي والمكابرة التي ليست من شيم الوطنية الحقة، بل هي دخيلة وبدعة و كل بدعة ظلالة و ارث نتن من بقايا الامبراطوريات الغابرة التي مرت على كركوك و كردستان و العراق ولم تترك اثرا يتعدى غبار خيولها و صهيل احتلالها البغيض.
نستذكر ازاد هورامي هذا القائد والفارس( الاوك )ي المتواضع، لنتذكر ان الريادة في الجهد الوطني ليست في لوي ذراع الشركاء في الوطن و المصير المشترك وخصوصا في كركوك التي تحتاج كما قال حكيم كردستان وصمام امان العراق ، مام جلال، الى عملية جراحية في المخ والعقلية. وحتما لمن تابع الادبيات الغنية لمصطلحات مام جلال، فأنه كان يقصد مخ التسوية التأريخية كما عقلية النخبة الكركوكية- الكردستانية- العراقية التي عليها ان نضطلع عاجلا ان اجلا بهذه التسوية.
تحية للذكرى العطرة لاستشهاد القيادي البطل ازاد هورامي ولذكرى كل شهداء كردستان و العراق وشهداء الحرية في كل مكان.

