المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
يشهد العراق منذ أيام اضطرابات واحتجاجات واعتصامات غير مألوفة للصراع على السلطة، صراع أدى إلى اقتحام البرلمان وبدء اعتصام مفتوح بداخله، ودرءاً للعواقب الوخيمة التي قد تنجم مستقبلاً من تلك الاحتقانات السياسية، يدعو الناشطون والإعلاميون والمراقبون للمشهد السياسي الى التهدئة وتجنب الصراعات بين الإخوة لأنها بالنتيجة سوف تذهب الى إراقة دماء أبناء البلد الواحد، وسيكون الخاسرالأكبر هو الشعب ولا أحد غيره.
صراعات وتجاذبات
وفي هذا السياق يقول المراقب السياسي حسين العامل لـ( المسرى) إن” الصراعات والتجاذبات السياسية التي تشهدها الساحة العراقية، هي واقع مقلق للشعب العراقي، والشعب بدوره لا يعلم إلى أين ستصل به هذه الاوضاع المشحونة”، مبيناً أن ” مستقبل البلاد مجهول في ظل هذه الأحداث الجارية على الساحة”، ومؤكداً أن القوى السياسية بجميع أطيافها مدعوة إلى التهدئة والحوار فيما بينها، من أجل تصفير المشاكل وتصفية حساباتها بعيداً عن مصالح الشعب العراقي”.
الشعب هو المتضرر
وأشار العامل إلى أن ” الشعب العراقي، حالياً هو المتضرر الأكبر من هذه الصراعات السياسية العبثية “، متمنياً أن ” تنهض من بين تلك القوى السياسية الموجودة على الساحة، قوى تكون بمستوى المسؤولية، تعمل على التقريب بين الاطراف المتخاصمة وتنأى بنفسها عن تلك الصراعات الشخصية المبنية على المصالح الحزبية والفئوية”، مستبعداً في ذات الوقت أن ” تكون الأحزاب الحالية وقادتها قادرين على حماية مصالح الشعب العراقي، بدليل ما وصلت إليه البلاد خلال السنوات التسع عشرة الماضية، ومن كل النواحي”.
عقلاء القوم
ومن جهته يطالب المواطن أبو إلياس السعدون من سكنة محافظة ذي قار عقلاء القوم أن يتدخلوا، ويعملوا بكل قدرتهم على حل النزاعات والمشاكل والصراعات الموجودة بين الكتل والأحزاب السياسية على الساحة العراقية، وبالتالي ليس الحكمة في الوقت الحالي، وجود نزاعات بين أبناء البلد الواحد”، لافتاً إلى ” وجود تدخلات خارجية ، الغاية منها إثارة المشاكل والفتن بين أطياف الشعب العراقي”.
الأوضاع غير مطمئنة
وأكد السعدون لـ( المسرى) أنه ” يجب على العقلاء من السياسيين وأبناء البلد أن يتدخلوا لإيجاد حل لهذه الصراعات السياسية، المتمثلة بمسألة تشكيل الحكومة،وغيرها من المشاكل”، مشيراً إلى أنهم” كمواطنين ومراقبين لهذا الوضع، يرون أن الأمورلا تبشر بالخير والأوضاع غير مطمئنة، وهناك مخاوف للمواطن من أن يتعتقد المشهد أكثر، ذلك المواطن يطالب السياسيين والحكومة أن يعالجوا هذا الوضع، ويجدوا لها حولاً جذرية وليس ترقيعية”.
دعوات للتهدئة
أما الناشط المدني عدي الجابري فيعتقد أن ” ما يحصل حالياً في العاصمة بغداد من تشنجات بين الأطراف السياسية ( التيارالصدري والاطارالتنسيقي) بالنتيجة لا تخدم الشعب والبلاد، وبالتالي المواطنون ككل بإعتبارهم شعباً واحداً، يطالبون التيار الصدري والاطار التنسيقي بالتهدئة وعدم التصعيد، لأن نتائج التصعيد والتشنجنات لا تخدم العراق، ولن تكون في مصلحة شعبه، بل بالعكس تخدم مصالح وأجندات الدول الخارجية التي لديها عداء للعراق”، مشدداً على مطالبة جميع أطياف الشعب العراقي من الجبهتين بالحكمة والعقل والعمل على حقن الدماء ، لكون الطرفين ومن يؤيدهما من أبناء الشعب العراقي الواحد “.
الخاسر الأكبر
ولفت الجابري لـ( المسرى) إلى أن ” استمرار هذا الوضع المتازم، سيؤثر بشكل أكبر على المواطن، لأنه سيكون الخاسر الوحيد من هذه الفتنة، سواء أكانوا من مؤيدي التيار الصدري أو الاطار التنسيقي، فبالنتيجة كلنا أخوة في هذا الوطن”، مطالباً بتدخل المرجعية، وعلى رأسهم السيد علي السيستاني، كونه صمام أمان العراق والعراقيين، بإيقاف النزيف الحاصل بين الاخوة”.
طاولة حوار
وفي الشأن ذاته، يقول الإعلامي علي جعفر لـ(المسرى) إننا” كمواطنين ومراقبين للوضع ندعو إلى التهدئة، وعدم الانجرار وراء السبل التي تؤدي إلى سفك الدماء، كوننا أبناء بلد واحد ومذهب ومكون واحد، وما يجري حالياً بين أبناء المكون الواحد، هو أمر مؤسف للغاية، كان عليهم الجلوس معاً على طاولة واحدة للحوار، من أجل وضع الحلول المناسبة للمشاكل والأمور التي تفرقهم وتبعدهم عن بعضهم البعض، من أجل الشعب العراقي ككل”، داعياً طرفي الصراع إلى التهدئة والجلوس على طاولة واحدة، ليس من أجلهم، وإنما من أجل العراق،لانقاذ العراق من الفساد والفاسدين وما يؤرق كاهله”.
معاناة المواطنين
وتابع أن” المواطن العراقي رغم كل ما يعانيه سابقاً من معاناة، أضيفت إليه معاناة جديدة، ألا وهي صراع الأخوة، لذلك الكل مطالبون اليوم بهبة جادة وحقيقية للبحث عن مصلحة العراق والمخاطر المحدقة به”.
التظاهرات
واعتصمت حشود من أنصار التيار الصدري منذ السبت الماضي داخل مجلس النواب بهدف منع إقامة جلسات البرلمان لاختيار رئيس الجمهورية والوزراء، وفي المقابل تجمع الآلاف من أنصار الاطار التنسيقي أمام المنطقة الخضراء في بغداد، احتجاجا على اقتحام أنصار التيار لمبنى البرلمان، ودفاعاً عن الشرعية والدستور حسب تعبيرهم.