قمر على جبين الحرية
إلى الرفاق في كوردستان
محمد علوش*
يا إخوتي في الأرض،
إن ضاقت بنا الدنيا،
تظلّ صدوركم وطناً،
نلوذ به إذا اشتدّت رعودُ الخوف،
أو هاج الأسى زمناً.
يا من تفتحون في صقيع الليل
أكمامَ الجبال دفاتراً،
وتعلّقون الشمس أغنيةً
على كتف الصباح،
يا من تمرّون على جرح البلاد
كأنكم عطرُ الجراح.
كردستان،
يا وعداً تعلّق في دمي،
يا وجهَ أمّي إن تناءت خطوتي،
يا صبر زيتون الجبال،
يا دفءَ أربيل حين تفتح ذراعيها للغريب،
يا نبع دهوك،
يا قمرَ السليمانية يطلّ على سهولٍ
تكتب القصيدة بالثلج والنار.
هنا،
على شرفات السليمانية،
يعلو النشيد كأفقٍ لا يُقهر،
وتنحني الجبال كي تسمع صوتَ
قدسٍ بعيدة،
وترفع الرايات لتلاقي
غزّة المحاصرة.
نحن وأنتم،
حلمٌ واحد،
يمتدّ من الخليل إلى هولير،
ومن بيت لحم إلى السليمانية،
أن الحرية لا تعرف غير هذا الدرب:
درب الرفاق،
درب الذين يضيئون الليل
بدمٍ صار قمراً فوق الجبال.
وسنجيء،
إن سقط الكلام،
بأذرعٍ تكتب على التاريخ
أسماءنا جميعاً،
ونرسم في سماء الشرق
نجمةً خضراء،
تحرس خبز الفقراء،
وتفتح أبواب الغد.
- شاعر من فلسطين

