حضر رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الخميس، الاحتفال السنوي الذي تقيمه الحضرة القادرية ببغداد بمناسبة المولد النبوي الشريف.
ولدى وصوله، إلى مكان الاحتفال كان في استقباله رئيس ديوان الوقف السني الدكتور مشعان الخزرجي، ومتوليا الحضرة الشيخ خالد الگيلاني، والشيخ عفيف الدين الگيلاني، وجمع من العلماء والشيوخ.
وهنأ رشيد الحضور بمناسبة المولد النبوي الشريف، متمنيا أن تعاد هذه المناسبة على شعبنا والأمة الإسلامية بالخير والسلام والازدهار.
وألقى رئيس ديوان الرئاسة الدكتور كامل الدليمي كلمة في الاحتفال، الذي حضره وزير الداخلية عبدالأمير الشمري، إضافة إلى عدد من المسؤولين والشخصيات الدينية، أكد فيها أن التحديات التي تواجه عالمنا اليوم من صراعات وأزمات وأوبئة وفقر، تذكّرنا بمدى حاجتنا إلى نهج النبي الكريم، إلى الرحمة التي تعيد للإنسان إنسانيته، وإلى الأخلاق التي تزرع في القلوب الطمأنينة والتآخي، وإلى العدل الذي يضمن لكل فرد حقه في الحياة الكريمة.
وأضاف معاليه أن ذكرى المولد النبوي الشريف محطةً نتجدد فيها إيمانا وعزما، ونرتقي فيها أخلاقا وسلوكا، ونبني فيها مستقبلًا مشرقا لأجيالنا القادمة.
و في ما يلي نص كلمة رئيس ديوان رئاسة الجمهورية:
“بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة رئيس الجمهورية المحترم
معالي رئيس ديوان الوقف السني المحترم
العلماء والمشايخ الأفاضل
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني ويشرفني بمناسبة مولد سيد الكائنات محمد (ص) أن أتقدم إلى الأمة الإسلامية جمعاء وإلى أبناء بلدنا العزيز بأحر التهاني وأجمل التبريكات، سائلاً المولى عز وجل أن يعيدها على الأمة الإسلامية عامة وشعبنا العراقي خاصة وهم بأفضل حال، وأن يكون احتفالنا تجديداً للعهد للسير على نهج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الحضور الكرام،
نحتفل اليوم في مناسبةٍ عزيزة على قلوبنا جميعًا، مناسبة المولد النبوي الشريف، ذكرى ميلاد خير البرية، وسيد البشرية، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
إنها ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي ميلاد للنور في زمنٍ لفّته الظلمات، وميلاد للرحمة في عالمٍ غلبت عليه القسوة، وميلاد للعدالة في عصرٍ طغت فيه المظالم. جاء النبي صلى الله عليه وسلم ليعلّمنا أن الكرامة الإنسانية حقٌّ لكل إنسان، وأن الرحمة تشمل القريب والبعيد، المسلم وغير المسلم، بل وكل مظاهر الحياة.
لقد كان عليه الصلاة والسلام نبيّ الرحمة، ونبيّ السلام، ونبيّ الأخلاق، فأرسى قواعد العدل، وأعلى قيمة العلم، وربط بين الإيمان والعمل الصالح، وبين الدين والحياة. وإننا إذ نستحضر سيرته العطرة اليوم، فإنما نستلهم منها العزم على بناء أوطاننا بالعدل، وصون كرامة شعوبنا بالحرية، ورعاية مصالح أمتنا بالتعاون والوحدة.
أيها الأحبة،
إن التحديات التي تواجه عالمنا اليوم من صراعات وأزمات وأوبئة وفقر، تذكّرنا بمدى حاجتنا إلى نهج النبي الكريم، إلى الرحمة التي تعيد للإنسان إنسانيته، وإلى الأخلاق التي تزرع في القلوب الطمأنينة والتآخي، وإلى العدل الذي يضمن لكل فرد حقه في الحياة الكريمة.
فلنجعل من ذكرى المولد النبوي الشريف محطةً نتجدد فيها إيمانًا وعزمًا، ونرتقي فيها أخلاقًا وسلوكًا، ونبني فيها مستقبلًا مشرقًا لأجيالنا القادمة، مستضيئين بنور محمد صلى الله عليه وسلم الذي أضاء للعالمين دروب الهداية.
مبارك لكم جميعاً مولد النور والهداية سيد الخلق محمد (ص) وكل عام وأنتم وشعبنا والأمة الإسلامية بألف خير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

