متابعة .. محمد البغدادي
مازالت مشاهد الخوف تلاحق الناجيات الايزيديات، خلال اجتياح تنظيم “داعش” مدينة سنجار وضواحيها في الثالث من آب/أغسطس 2014، إبان سيطرته على أجزاء واسعة من مدن شمال وغرب البلاد .

يشار الى أن العراق أحيا مؤخرا، الذكرى الثامنة لجرائم الإبادة التي تعرّض لها الآلاف من أبناء الطائفة الإيزيدية على يد تنظيم داعش، حيث قتل وخطف مئات الإيزيديين من مناطق محافظة نينوى شمال البلاد
يذكر ان داعش قتل نحو 1200 إيزيدي ضمن سلسلة من جرائم عمليات الإعدام الميدانية، فيما خطف النساء – وهو ما أطلق عليه “السبي” – أكثر من 6 آلاف آخرين، في واحدة من أسوأ الجرائم في العراق، وما زال آلاف الضحايا من النساء مفقودات ولا يعلم مصيرهن حتى الآن.
وتشهد مدينة سنجار (115 كيلومتراً غرب نينوى)، أوضاعاً إنسانية صعبة، إذ لا يزال أكثر من 70 بالمائة من أهاليها يسكنون خارج المدينة ضمن مخيمات ومجمعات سكنية مؤقتة، بسبب سيطرة جهات مسلحة على المدينة، بالإضافة إلى عرقلة تلك الجهات جهود بغداد للمباشرة بعمليات إعادة الإعمار والتأهيل للمدينة.
وعدّ مجلس النواب في عام 2020 ما تعرض له أبناء المكون الإيزيدي، جرائم “إبادة جماعية”، وأقرّ قانوناً لإنصاف الضحايا عُرف بقانون “الإبادة الجماعية للإيزيديين”.

ومن أهم بنود القانون، منحه امتيازات مالية ومعنوية، لتسهيل إعادة اندماج النساء من ضحايا التنظيم في المجتمع، ومن الناحية المالية، فإن القانون يمنحهن راتباً تقاعدياً، وقطعة أرض سكنية، وأولوية في التوظيف، إلى جانب استثناءات في ما يتعلق بشروط الدراسة، فضلاً عن جوانب أخرى تتعلق بإعادة الإعمار وتأهيل المناطق المنكوبة.
وما زالت حتى الآن سبع مقابر جماعية بمدينة سنجار ينتظر ذوو الضحايا المفقودين فتحها وأخذ عيّنات لمطابقتها، بعد تضاؤل آمال العثور على المفقودين من أهل المدينة في العام الثامن للنكبة.
نفسيا ، لا تزال النساء الايزيديات يعانين من آثار الصدمات النفسية والجسدية اللاتي تعرضن لها على يد تنظيم داعش، فضلا عن وجود الالاف من الارامل المحرومات من “أبسط حقوقهن”.
