المسرى .. خاص
يعد قطاع الموارد المائية من الركائز الأساسية للتنمية الزراعية والاقتصادية في أي بلد من بلدان العالم، وفي قضاء كويسنجق تحدبدا تلعب السدود والبرك المائية دوراً محورياً في خزن المياه وتنظيم استخدامها في مختلف المجالات، لاسيما الزراعة وتربية المواشي، إلى جانب إمكانيات استثمارها في القطاع السياحي. ويضم القضاء حالياً أربعة سدود رئيسية ، إلى جانب، أربع برك مائية صغيرة تسهم بدورها في دعم مصادر المياه المحلية.
سدود القضاء
مديرة سد حماموك نەوا محمد أشارت للمسرى إلى انه ” بشكل عام يوجد في محيط قضاء كويسنجق واطرافها 4 سدود كبيرة وأساسية، وهي ( سماقولي وحماموك وشةوطيَرِ وديَطةلَة ) ، بالإضافة إلى سد ( بانوي طالباني ) الذي هو حاليا قيد الإنجاز وقد وصل العمل فيه إلى مراحله النهائية”، مبينة أنه ” في القضاء أيضا 4 أربعة برك مائية صغيرة ،وجميع هذه السدود والبرك المائية تعود بفائدة كبيرة للقضاء والمنطقة من حيث خزن المياه الجوفية والزراعة ورعي المواشي بالإضافة إلى الاستفادة منها للقطاع السياحي “.

سنة جافة
واوضحت “كما تعرفون هذه السنة، البلاد تمر بأزمة جفاف وشح للمياه، ما أثر كثيرا على انخفاض نسبة المياه المخزنة في السدود مقارنة بالسنوات السابقة التي كانت فيها هذه السدود تصل إلى حد الإمتلاء الكامل”، معربة عن املها أن ” يكون تساقط الأمطار هذه السنة وفيرا وتنتعش العيون والينابيع من جديد وتمتلأ السدود مرة أخرى بالمياه وتجاوز هذه المرحلة الصعبة من الجفاف ونقص المياه .”
وبخصوص سد حماموك قالت محمد أن ” هذا السد سنويا كان يمتلأ كاملا بالمياه ويفيض منه الزائد عن طاقته الاستيعابية والخزنية ، ولكن مع الأسف هذه السنة لم يمتلأ بسبب قلة تساقط الامطار وجفاف العيون والينابيع مبكرا في القرى والأرياف التي كانت تصب في السد، هو امر خارج عن إرادتنا، هذا الجفاف وشح المياه أثر كثيرا على أراضي الفلاحين والمزارعين الذين كانوا يعتمدون على سقي مزروعاتهم من مياه هذا السد والتي تقدر باكثر من 150 دونم “.
القطاع السياحي
وأضافت أنه ” حتى الآبار الإرتوازية الموجودة هنا في حماموك ، هي الأخرى أيضا تأثرت وقلت مياهها وبعضها جف، هذا بالإضافة إلى تاثر المنطقة أيضا من الناحية السياحية، حيث تبلغ القدرة الاستيعابية او الخزنية لسد حماموك 250 ألف متر مكعب من المياه “.
أسباب الجفاف
ومن جانبه اوضح الاستاذ الجامعي دلير عزیز للمسرى أن ” أسباب الجفاف معروفة لدى الجميع ، وهو التغير المناخي الذي حصل في السنوات الاخيرة بعد الألفية الثانية، والجفاف من المسائل والمواضيع المهمة التي يهتم بها المتخصصون في علم الجغرافية”، مبينا أن ” انخفاض نسبة تساقط الأمطار هذه السنة والسنوات التي سبقتها ( خمس سنوات متتالية) أدت بالنتيجة إلى هذه الحالة “.

تغيرات مناخية
وأضاف أن ” جفاف الأنهار والجداول الينابيع السطحية البرك والمسطحات المائية كلها حدثت بسبب هذه التغيرات المناخية، وخلال دراستنا لمنطقة كويسنجق ونسبة المياه فيها وخصوصا سد ” حماموك ” يتبين لنا أن الجفاف الحاصل فيها يعوط لسببين أحدهما طبيعي والآخر بشري في آن واحد حيث صاحب قلة تساقط الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، زيادة التبخر باعتبار أن العلاقة بين التساقط المطري والحرارة هي المحدد الرئيسي لقيم التبخر وبهذا فإن الجفاف يرتبط إرتباطا وثيقا بكمية الأمطار الساقطة “.


