شهدت مدينة كركوك، مساء الأحد الموافق 14 أيلول 2025، إقامة مراسيم مهيبة لإحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل الكاتب والصحفي المعروف ظاهر شكر ، الذي ترك بصمة واضحة في الحياة الثقافية والإعلامية للمدينة.
المراسيم التي احتضنها المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني في كركوك، جرت برعاية آسو مامند المشرف على كركوك – صلاح الدين للاتحاد الوطني الكوردستاني ، وبحضور ريبوار طه محافظ كركوك ، وعدد من أعضاء القيادة وممثلي الاتحاد في مجلس المحافظة، إلى جانب حشد من الكتاب والأدباء والمثقفين والشخصيات الاجتماعية.
كلمة الافتتاح
استهل الحفل بقراءة كلمة آسو مامند من قبل سيروان كويخا نجم، حيث استذكر فيها مسيرة الفقيد الغنية، مشيراً إلى أدواره في محطات النضال والعمل الإعلامي، وما قدمه من جهد مخلص في مجالات الثقافة والأدب والبحث التاريخي. وأكد أن ظاهر شكر لم يكن مجرد كاتب ، بل كان مفكراً واعياً وإنساناً ملتزماً، عرف عنه النشاط والحيوية في مختلف الميادين.
أثره الأدبي والثقافي
تطرقت الكلمات إلى مؤلفات الفقيد، وفي مقدمتها كتابه المعروف (كركوك الماضي) الذي يعد من أبرز المراجع التي وثّقت تاريخ المدينة، وشخصياتها، ومعالمها بما جعله يحجز مكانة مرموقة بين النتاجات الأدبية المميزة ، كما أشير إلى أنه كان موسوعة متحركة حول تاريخ كركوك وتنوعها الثقافي والاجتماعي، إذ امتلك قدرة نادرة على جمع المعلومات وتوثيقها بلغة رصينة وأسلوب مشوّق.
تأسيس مركز ديالوگ الثقافي
ورغم الصعوبات المالية والظروف القاسية، فإن حب ظاهر شكر للثقافة دفعه إلى تأسيس مركز دیالوگ الثقافي و الفني في كركوك ، والذي أصبح خلال فترة وجيزة صرحاً ثقافياً يجمع الأدباء والمثقفين من مختلف مكونات المحافظة. هذا المركز تحول إلى منبر للحوار الفكري والتفاعل الأدبي ، ما عزز من دوره في نشر قيم التعايش والتفاهم بين أبناء المدينة.
كلمة محافظ كركوك
بدوره، ألقى المحافظ ريبوار طه كلمة ثمن فيها عطاء الفقيد، مشيراً إلى أن إصراره على خدمة الأدب والثقافة جعله رمزاً من رموز كركوك الذين لا ينسون. وأضاف أن إحياء ذكراه السنوية هو وفاء لشخصية قدّمت الكثير وضحت من أجل الكلمة الحرة والثقافة الأصيلة.
تقدير عائلة الفقيد
وفي ختام المراسيم، تقدم كاروان ظاهر شكر ممثلاً عن العائلة، بكلمة شكر وامتنان لكل من شارك في تنظيم هذه المناسبة، مؤكداً أن عائلة الفقيد ستظل وفية لمسيرته وستواصل دعم المركز الثقافي الذي أسسه، ليبقى منارة للفكر والحوار.
رحيل لم يغلق الأبواب
لقد شكل رحيل ظاهر شكر خسارة كبيرة للأوساط الثقافية والإعلامية في كركوك، لكن ذكراه لا تزال حيّة في نفوس زملائه وتلاميذه ومحبيه. فإرثه الأدبي والثقافي، ووفاؤه لمدينته، وحرصه على نشر التنوير والمعرفة، تجعل منه واحداً من أبرز الأسماء التي ستظل حاضرة في ذاكرة كركوك لسنوات طويلة قادمة.