رزکار شواني
يعد برنامج ( ژیانەوەی کوردستان – احياء كوردستان) واحداً من أقدم وأهم البرامج التلفزيونية التي تبث عبر شاشة قناة شعب كوردستان ، حيث حافظ البرنامج على استمراريته لما يزيد على ثلاثة عقود كاملة، مقدماً مادة إعلامية متجددة ومرتبطة بالواقع الكوردي، ومعبراً عن نبض القرى وأهلها ، البرنامج الذي يتولى تقديمه الإعلامي المعروف دلشاد أحمد لم يكن مجرد نافذة للتعريف بالقرى وبيئتها الطبيعية والاجتماعية، بل أصبح جسراً حيوياً لنقل هموم المواطنين واحتياجاتهم إلى الجهات المعنية، ليساهم بشكل مباشر في معالجة مشكلاتهم وتخفيف معاناتهم.
البدايات
يقول الاعلامي دلشاد احمد : يعود تأسيس البرنامج إلى ربيع عام 1992، بعد أشهر قليلة من إطلاق بث قناة تلفزيون شعب كوردستان القناة الأم التي ولدت بإشراف ودعم الراحل مام جلال طالباني ، وقد جاء البرنامج في مرحلة حساسة حيث كانت كوردستان خارجة من أتون الكوارث الإنسانية والمآسي التي خلفها نظام البعث عبر حملات الأنفال، وما تسببت به من دمار شامل للقرى وتشريد أهلها. عندها كان الهدف الأساس هو إعادة الحياة إلى الريف الكردستاني، وإحياء الأرض، وضمان الأمن الغذائي، وإعادة السكان إلى مناطقهم، إضافة إلى تنشيط الثروة الزراعية والحيوانية التي تمثل عصب الاقتصاد المحلي.
أهداف ورسالة
واوضح دلشاد احمد أن البرنامج حرص منذ انطلاقته على أن يكون صوت الريف الكوردي، مسلطاً الضوء على القرى المنسية، وموثقاً معاناة أهلها اليومية، إلى جانب استعراض العادات والتقاليد والتراث القروي. كما لعب دوراً مهماً في طرح قضايا التنمية والخدمات، ليكون أداة ضغط إعلامية لإيصال أصوات القرويين ومطالبهم إلى صناع القرار ، وهكذا أصبح برنامج (احياء كوردستان) بمثابة سجل حي يوثق لحياة مجتمع بأكمله، وينقل صورة حقيقية عن روح الصمود والتشبث بالأرض.
ذاكرة حية
يؤكد الإعلامي دلشاد أحمد أن البرنامج على مدى 33 عاماً ظل وفياً لرسالته، إذ لم يكتف بطرح الموضوعات الحياتية والخدمية، بل كان أيضاً شاهداً على تضحيات الشعب الكوردي ، فقد أعاد إلى الأذهان قصص القرى المدمرة وحكايات الشهداء وضحايا الأنفال ، كاشفاً عن فظائع النظام البعثي، ومقدماً شهادات حية لأبناء القرى الذين عاشوا تلك المآسي ، ومن خلال حلقاته تحول البرنامج إلى أرشيف تاريخي وإعلامي يوثق واحدة من أصعب المراحل في تاريخ كوردستان .
الصمود والاستمرارية
وفي ختام حديثه شدد الاعلامي دلشاد أحمد على أن الاستمرارية التي حققها البرنامج طوال هذه السنوات لم تكن مجرد عمل إعلامي، بل هي رسالة بحد ذاتها ، قائلا : رغم كل الكوارث والمآسي والدمار الذي واجهناه، لم نستسلم ولم ننكسر، بل بقينا صامدين ، نحن لم نمت ، وأرضنا ووطننا سيبقيان حيين ، فاحياء كوردستان ليست مجرد عنوان لبرنامج ، بل هي عنوان لإرادة شعب لا يموت .



