المسرى ..
بغداد .. علي السامرائي
شهدت السفارة الهندية في العاصمة بغداد ، اليوم الإثنين ، بحضور السفير الهندي لدى العراق براشانت بيساي احتفالا كبيرا ازدان فيه مبناها بمعالم الزينة والعلم الوطني للهند، احتفالا بهذه المناسبة الخاصة التي شهدت استعراض التنوع الثقافي للهند والمعالم السياحية بها والإنجازات التي حققتها في مجالات العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد.

وتوافد ابناء الجالية الهندية العاملين في العراق بمختلف المهن والتخصصات على مبنى السفارة وهم يحملون الأعلام الهندية وينشدون الاناشيد الوطنية الهندية احتفالا بالتحرير. وبعد قرنين من الاستعمار نالت الهند حريتها يوم 15 آب 1947، اثر نضال طويل لحركة التحرر، انتهى بإقرار مجلس العموم البريطاني مشروع قانون الاستقلال الهندي في 4 تموز من نفس العام، ومرر بعد أسبوعين فقط.
واستهل احتفال السفارة الهندية في بغداد برفع العلم الهندي على وقع النشيد الوطني الهندي والعراقي وسط مراسيم عسكرية قام بها جنود هنود بحضور السفير الهندي واركان السفارة واعضاء الجالية الهندية وضيوفهم من العراقيين والدبلوماسيين الاجانب
والقى السفير براشانت بيساي جانبا من خطاب رئيسة جمهورية الهند دروبادي مورمو التي اكدت بان الديمقراطية في الهند لم تتحقق ببساطة وكافحت كثيرا بفضل القادة التاريخيين.
السفير الهندي نوه الى ان الرئيسة اكدت بان الأجيال الماضية اسهمت في تكوين الهند الجديدة مشيرا الى تطلع الهند للاحتفال بمئوية الاستقلال وتاسيس الدولة الهندية الجديدة في طل التقدم الكبير.
ولفتت الرئيسة الهندية في كلمتها الى نجاح بلادها في مواجهة فايروس كورونا واعطاء ملياري جرعة لجميع السكان بشكل فاق كثير من الدول المتقدمة خاصة ان اللقاحات كانت صناعة الهند مشيرة الى التطور الرقمي والإصلاحات الاقتصادية. واكدت الرئيسة مورمو تركيز حكومة بلادها على التعليم لجميع المواطنيت اضافة الى تقديم منح دراسية لمختلف دول العالم التي ترتبط معها باتفاقات صداقة .
وتخلل الاحتفالية عرض نماذج من اكلات المطبخ الهندي وتوزيع كتب تتحدث عن تاريخ الهند وثقافتها اضافة الى مختلف التخصصات.
واشارت الرئيسة الهندية الى دور الشركات في دعم القطاعات الفقيرة وتوفير فرص العمل والحياة الكريمة لهم موضحة بات مسألة الحكومة الرشيدة عكست خلال السنوات الاخيرة الصورة الجديدة للهند في مختلف دول العالم وجعلت لها مكانة لدى كل دول العالم وخصوصا الدول الكبيرة، مبينة مشاركة النساء في الحياة العامة والحياة السياسية حيث بلغ أعداد النائبات بالبرلمان نحو 1400 سيدة خلال السنوات ال75 سنة الماضية ، مشيرة الى جمالية الهند وتنوعها من حيث الطبيعة وحماية البيئة فضلا عن تقديم اليوغا هدية الهند للعالم.
وشهدت العلاقات العراقية الهندية في السبعينيات مرحلة مهمة في التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية، وتكللت هذه العلاقات بزيارة رئيسة الوزراء الهندية السابقة إنديرا غاندي الى بغداد لكن العلاقات الثنائية تاثرت في ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم لعدة أسباب منها الحرب العراقية – الايرانية، وغزو العراق للكويت، وحرب الخليج 1991 وفرض العقوبات الدولية اضافة الى غزو الولايات المتحدة للعراق في 2003.
وتصادف هذا العام مرور 70 سنة على إقامة علاقات الصداقة بين الهند والعراق عندما تم توقيع اتفاقية الصداقة المشتركة في عام 1952 ابان العهد الملكي لكن العلاقات بين البلدين متجذرة في عمق التاريخ وتمتد لالاف السنين حيث كان لبلاد ما بين النهرين وحضارة وادي السند علاقات تجارية مزدهرة، ووسعت الحقبة الإسلامية الروابط الحضارية والثقافية والتاريخية كما ازداد ارتباط المسلمين الهنود بالعراق منذ أواخر القرن الثامن عشر.

وقدمت السفارة الهندية في بغداد تسهيلات لافتة للتأشيرات إلتي تمنحها ولا تتجاوز 24 ساعة سواء كانت مرضية أو سياحية فيما تم رفع عدد المنح الدراسية التي تمنح للعراق من 20 منحة الى 55 منحة دراسية.
وتهتم الحكومة الهندية بالترويج للسياحة في الهند حيث جهزت السفارة في بغداد بمناسبة الاحتفال بالاستقلال ، باصا بطابقين امام مبنى سفارتها تزين بملصقات عن تاج محل والجبال والشلالات ومناظر الطبيعة الخلابة.
وتبدي السفارة الهندية اهتماما خاصا بنشر رياضة اليوغا في العراق حيث تم تقديم وحدات تدريبية مجانية من قبل المدرب جوشي والتي تم منح شهادات تقديرية لمجموعة من المشاركين في هذه الدورات خلال الاحتفال بالعيد الوطني الهندي.
