إن عراق ما بعد صدام، عراق تعددي من الوجهة المكوناتية والقومية والمذهبية والسياسية، لذا على الجهات السياسية جميعاً المشاركة عبر الحوار في إيجاد حل لتخطي ما يمر به ال من توترات السياسية.
حقيقة، لم تكن مبادرة السيد هادي العامري الأولى التي تطرح من قبل القيادات السياسية، لكن العامري كان سباقاً في زيارة الأطراف السياسية في سبيل إنجاح مبادرته وتأسيس اللوبيات لها كي تصبح أساساً للحل وإيجاد الحوارات.
فمبادرته واقعية بالفعل من حيث المضمون والجوهر، وما يساعده في إنجاحها تمتعه بعلاقة متوازنة مع جميع القوى والقيادات السياسية.
وتتمثل مبادرته ببدء الحوارات بين القوى السياسية لرسم خارطة طريق حل المشاكل في غضون عامين، بدءاً بإعادة عقد جلسات البرلمان وتشكيل حكومة تحظى بالأغلبية الوطنية وترسل الموازنة إلى البرلمان وإنتهاءاَ بتهيئة الأرضية الملائمة لتأمين أجواء الانتخابات التشريعية والمحلية.
يتحتم على القوى السياسية في العراق إجراء الحوارات وكلما أسرعوا في ذلك كان أفضل وأقرب للوصول إلى اتفاق. فحل البرلمان والمضي مباشرة إلى الانتخابات وسط هذا الجو المشحون بالخلافات والصراعات في الشارع وفيما بين جماهير كِلا الطرفين يخلق اصطدامات خطيرة، ثم أن كل التوترات والمشاكل في حاجة إلى وقت كي تهدأ وتخبو، حينها يتم الشروع بالتوجه رويداً رويدأ نحو الحل الجذري.
كاروان يارويس