كتب/فؤاد عثمان
تمر علينا الذكرى السنوية الثامنة لرحيل القائد ورمز الكورد وصمام الأمان للعراقيين القائد العظيم مام جلال الذي عاش مناضلا و قائدا جسورا، الرئيس الذي بدأ مناضلا في صفوف البيشمركة ومثالاً فذاً للتضحية والفداء وكان سياسيا محنكا عاش وناضل وخصص جل حياته دون كلل أو ملل من أجل تحقيق حقوق الشعب الكوردي وبناء العراق الديمقراطي الاتحادي.
مام جلال كان سياسياً فريداً يعمل جاهدا من أجل تقارب الأطراف داخل صفوف القوى السياسية الكوردستانية ويسعى دائما الى جمعها تحت مظلة واحدة ويقف من الجميع على مسافة واحدة ويكون دوماً جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة وهذا ما جعل المرجعية الدينية العليا السيد السستاني تصفه بصمام الأمان للعراقيين.
لو حاولنا كتابة ولو جزء قليل من نضال مام جلال لتعثر القلم و لم نتمكن من الوصول الى ما نسعى اليه لأن له تأريخ نضالي يمتد الى 60 عاما مليئا بالعطاء والتضحية والعمل الدؤوب من أجل الحرية و إرساء أسس الديمقراطية في العراق وقد كان لسيادته دور القائد الحكيم المحنك٬ لذلك كان يطلع على جميع المشاكل ويمتلك خبرة واسعة في وضع الحلول والمعالجات بالإضافة الى دوره العظيم في الدفاع عن الجميع فقد كان بمثابة مظلة وارفة الظلال لجميع الشرائح والمكونات العراقية.
يعتبر طالباني إضافة الى كونه سياسيا ودبلوماسيا وصحفيا كان من الكتاب البارزين والذي ساهم وبشكل فعال في تسليط الاضواء على مجمل الحركة السياسية في العراق والمنطقة بشكل عام والحركة السياسية الكوردية بشكل خاص وله في هذا الخصوص عدة كتب في حقبات زمنية متفاوتة والتي أغنت المكتبة العربية والكوردية على حد سواء وأمست مصدرا للباحثين والمحللين السياسيين الذين يبحثون في تأريخ الحركة السياسية الكوردية والعراقية بشكل عام، نظرة ومواقف الحكومات العراقية المتعاقبة تجاه القضية الكوردية.
وبشهادة الكثير من المراقبين السياسيين كان أحد المحركين الأساسيين لتقريب وجهات النظر داخل صفوف المعارضة في مؤتمر لندن الأخير الذي بشر فيه الحاضرين بأن اجتماعهم القادم سيكون في بغداد.
لم يكن رحيل الرئيس مام جلال خسارة كبيرة للاتحاد الوطني الكوردستاني والشعب الكوردي فحسب بل لعموم العراق والمنطقة بأكملها لأن الفراغ الذي تركه كبير الى درجة يصعب مِلْؤُه وسوف يترك أثره على الجميع وعلى المدى البعيد. كان مام جلال أول رئيس عراقي كوردي يتم انتخابه في عملية ديمقراطية بحتة أجمع عليه العراقيون بكافة مكوناتهم القومية والدينية والمذهبية. ولم يأتي هذا الاجماع من فراغ بل للدور الفذ والفعال الذي لعبه في إعادة بناء العراق بعد سقوط الدكتاتورية
تحية لروح هذا القائد العظيم وجميع شهداء طريق النضال.
لنجعل من هذه الذكرى، يوماً للوئام وتوحيد الصفوف من أجل تحقيق جميع أهداف الرئيس مام جلال والذي كرس جل حياته من أجل هذه الأهداف ومن أجل الحفاظ على المكتسبات التي تحققت بدماء الشهداء
المجد والخلود لروحه الطاهرة