أكد بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، أن الاتحاد الوطني حاليا متحد الصف أكثر من أي وقت مضى ويحقق انتصارات أكبر في كل عملية انتخابية، مشيرا الى أن أصوات الاتحاد الوطني خلال الانتخابات الماضية لبرلمان كوردستان زادت بشكل عام بنسبة 93%.
وقال بافل طالباني: “الاتحاد الوطني الكوردستاني اليوم أكثر وحدة وتماسكا من أي وقت مضى، واستطاع التغلب على التحديات والصعاب، حيث يحقق انتصارات أكبر من عملية انتخابية الى أخرى”، مبينا انه ” بعد مرض مام جلال وكوسرت رسول علي و هيرو إبراهيم أحمد، انتابنا الخوف والقلق، ولكن جميع الأحزاب السياسية تمر بضروف مشابهة، ولو كان حزبا آخر لما استطاع التغلب على مثل هذه الأوضاع الداخلية الصعبة التي أصابتنا، ولكن في الانتخابات الأخيرة إزدادت أصواتنا بنسبة 93%، إلا أننا لسنا راضين بهذا، ونطمح الى المزيد”، مؤكدا أنه ” يجب أن يعود الإتحاد الوطني الكوردستاني ليكون الحزب الأول على مستوى الشرق الأوسط”.
وبشأن تشكيل حكومة إقليم كوردستان، قال طالباني ” كلما عملنا مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني، نجحنا ومن المهم جدا وجود حكومة إئتلافية، ويجب أن نكون شركاء مع الحزب الديمقراطي”، مشيرا إلى أن “هناك طرفين أساسيين لتشكيل الحكومة المقبلة، ويجب على الحكومة أن تعالج مشاكل المواطنين وإذا تم حل هذه المشاكل فلايوجد أي عارض أمامنا، ونحن لسنا بمراقبين وإذا أردتم ان نكون مراقبين سنكون.”
وأوضح “نحن واجهنا تنظيم داعش والإرهاب معا وجميعنا شاركنا في كتابة الدستور ونحن لسنا معارضين لبعضنا وإذا أرادت جهة، إلغاء الإتحاد الوطني الكوردستاني في السليمانية فسيحدث نفس الامر في دهوك، بل يجب أن نكون شركاء معا في العملية السياسية”، مشيدا بفريق الاتحاد الوطني في حكومة إقليم كوردستان قائلا: “فريقنا في الحكومة قد أنجز مشاريع وأعمال جيدة، والعديد من المشاريع المهمة يتم تنفيذها في السليمانية”، وأضاف إن “غياب الدستور هو أحد نقاط ضعفنا ومن المهم جدًا وجود حكومة ائتلافية قوية”.
وبخصوص الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في تشرين الثاني المقبل، قال رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني إنه ” سعيد بإجرائها وسعيد أيضا بمرحلة ما بعد الانتخابات، ولكن أنا حزين بسبب الاصوات المزورة، الاميركيين ايضا سجلوا ملاحظاتهم حول عمليات التزوير في الانتخابات، توجد بلدان تمول بعض الأحزاب بأموال طائلة والاتحاد الوطني الكوردستاني لم يتلق دولارا واحدا من أي جهة أو دولة ولن نوقع أبدًا على شيء لا يضمن حقوقنا”.
وأضاف” أن 70% من الناخبين العراقيين لن يصوتوا في الانتخابات لأنهم ليسوا سعداء في حياتهم والعراق بلد عظيم صاحب حضارات وفوق كل شيء يحتاج إلى إعادة الحس الوطني وأن يعود مستقلا وأن يكون العراق للعراقيين فقط وعندئذ لن تبقى الـ 70% من الاصوات جالسين داخل البيوت أثناء إجراء الانتخابات”، داعيا الى أن يكون العراق للعراقيين بعيدا عن التدخلات الخارجية.
واشار طالباني إلى أنه ” في السليمانية توجد عشرات الاحزاب، ولكن المواطنين رفضوا اللجوء الى الاحزاب الاخرى، حيث جاء المعلمون المعتصمون وتحدثوا إليّ وكانوا يعيشون في ظروف صعبة جدا، إحدى المعلمات جاءت إليّ فقلت لها لمن صوتتي؟ قالت لغيرك.. قلت لها إذاً صوتي لي سأعمل من أجلك بشكل أفضل”، مشددا على أن ” مدينة السليمانية مدينة آمنة، وأن جميع النشطاء السياسيين يشعرون بالأمان في السليمانية” .
وحول قوات البيشمركة قال بافل طالباني “ليس لدينا قوات خارج إطار القانون بل لدينا قوات وحدتي السبعين والثمانين التابعتين للاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي وتم الإعتراف بهما من قبل التحالف الدولي” منوها إلى ” وجوب التمييز بين الحشد والقوات الاخرى، فالحشد الشعبي شارك في معارك ضد داعش والإرهاب”.
كما تحدث طالباني بدقة عن الأوضاع في سوريا وغربي كوردستان، حيث قال: “سوريا تواجه العديد من المشكلات، فهي مثل العراق تضم مكونات مختلفة، ويجب الاعتراف بحقوق الكورد في سوريا”، داعيا الى مساعدة سوريا وليس التدخل في شؤونها من قبل الدول الاخرى”، مؤكدا ” الجنرال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) صديق مقرب لي”، آمل أن تتحسن أوضاع السوريين.
ونوه رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني إلى العلاقات الخارجية لحزبه، قائلا” لدينا علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وإيران وروسيا والصين، وهذا دليل على اتباع سياسة متوازنة مع القوى الاقليمية والدولية، فبخصوص عملية السلام في تركيا فإنها تحتاج الى المزيد من الوقت لنجاحها، وبالمقابل الايرانيون قلقون من تجدد الحرب على على بلدهم “.
وشارك رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل جلال طالباني في ملتقى الشرق الأوسط (ميري) 2025، الذي انطلقت أعماله اليوم الثلاثاء في أربيل، تحت شعار (صياغة المستقبل: رؤى للسلام والازدهار)، وسلط خلال ندوة بعنوان (مطالب وأزمات اقليم كوردستان في مشهد عراقي متغير، الضوء على الانتخابات التشريعية المقبلة في العراق وتشكيل الحكومة الجديدة في اقليم كوردستان والوضع الداخلي للاتحاد الوطني الكوردستاني.


