كتابة : ستران عبدالله
ترجمة : نرمين عثمان محمد
نحن حزبٌ مجبرون، مجبرون بإرادة شعبنا ومجتمعنا. نحن مزيج من الناس في السرّاء والضرّاء، في الضيق والفرح، نتقاسم مع شعبنا المعاناة والأمل.
في النضال والكفاح، كانت عيوننا على المشاركة والدعم، وعلى تلبية نداء جماهيرنا. عيوننا كانت نحو رضا الأمة وموافقتها، وقلوبنا كانت حيث ولاءها.
في نضالاتنا السرّية والمنظمة، كانوا هم السند والملاذ، وهم ملجأ أسرّارنا ، وهم الذين حَمَونا من الخطر. كنا نعتمد على شبكات دعمهم وعلى إحتضانهم للمجتمع الكردي ، ولم نسىء بذلك ولم نقترف خطأً .
في نضال الجبال وصفوف البيشمركة خلال ثورة شعبنا الجديدة، كانت عيوننا على بنادق التهريب، وعلى اشتراكات الأعضاء الشهرية، وعلى عون عائلاتنا وأقاربنا . كنا نستنجد بعزيمة القوى الداعمة والجماهير الحرة في المدن والقرى المحررة.
كان أملنا معقودًا على دعم ومعونة كافة فئات الأمة الكردية ، ووفق النظرية الثورية (السمكة والماء) كنا نحن السمكة المضطرة إلى ماء أمتنا الذي يحمينا ويحتضننا ويمنحنا الحياة، حتى نتمكن نحن أيضًا من أن نكون في خطوط القتال والتحصين والبناء، نرد لهم الجميل، ونكمل بعضنا بعضًا.
نحن مجبرون بإرادة أمتنا على تنمية الحركة الكردية وتطويرها، حتى نبلغ أسمى درجات الواجب في حماية أرض وشعب كردستان.نحن نشرب من ماء واحد، ونتنفس هواءً واحدًا، ونتشابك في المصير، ونعمل بتناسق ووحدة.
نحن مجبرون لأننا قوة منبثقة من صلب هذا الشعب، ونحن انعكاس لطاقته وصموده.
أما في هذا الزمن الجديد، زمن الديمقراطية والانتخابات فنحن كذلك ، فإننا نضع ثقتنا في أيدي مواطنينا في أصواتهم، وأقلامهم، وأزرار تصويتهم. صوتهم لنا هو مانريده ، صوتهم لنا هو النقاء والعذوبة، بصوتهم ننمو ونعلو ونترفع.
نعم، الانتخابات عادت مجددًا، ونحن، كالاتحاد الوطني الكردستاني، كما كنا دائمًا، سنبقى مجبرين بإرادة شعبنا على أن نستمد منهم قوتنا، وأن نكون نحن قوتهم في بغداد.
مرةً أخرى، نعود إلى بيوت أهلنا، بيتًا بيتًا، وشخصًا شخصًا، شاكرين لهم أصواتهم، قائلين لهم:
” نحن صوتكم في بغداد”، ونحتاج لصوتكم في بغداد.”
مرةً أخرى، نخاطب أبناء شعبنا ليمنحونا أصواتهم الصافية، لتمنح عذوبةً لأصواتنا في فضاء الديمقراطية البغدادية، وفي قلب السياسة العراقية.
مرةً أخرى، نحن بحاجة إلى أمتنا لتكون لنا السند في بغداد، لتدفئنا أصواتهم الصادقة في الشتاء، وتنعش قلوبنا في حرّ العاصمة صيفًا.
نعم، إنها الديمقراطية والانتخابات والتصويت من جديد، ونحن نفرح حين نرى شعبنا ومواطنينا ينظرون إلينا مجددًا بعين الودّ والامتنان المستمر.
لسنا كأي قوةٍ أخرى تعتمد على الغرباء والأغيار ، فنحن نستند إلى شعبنا، وأعيننا مصوبة نحو أيديهم.
لسنا متعالين على جماهيرنا، لكي ننحرج أمام أعدائنا ، بل نفخر بجماهيرنا ونستمد من كرامتهم زادنا، ومن صبرهم عزيمتنا.
نحن نحب أن نرى في عيونهم الكبرياء الجميل والإيجابي، وأن يعلموا أننا لا نزال بحاجة إلى رضاهم وأصواتهم، وأن هذه الدعوة منهم وإليهم ستبقى مطلبًا متجددًا ودائمًا.
نحن نطلب أصواتهم مرةً أخرى، وسنعود مجددًا، كقائمة (٢٢٢)، إلى بيوت الناس، إلى الأحياء القديمة والجديدة، إلى البيوت المشيّدة من الطين أو الإسمنت، فكلها بيوتنا، ولا نجد في ذلك مشقة ولا ملامة.
لا يزال في أرواحنا فرحٌ كبير أن نكون في بيوت أهلنا وأصدقائنا، فذلك خيرٌ لنا من أن نكون في بيوت الأعداء والغرباء.
نحن أبناء هذه الأمة، وسنعود مرةً أخرى إلى شعبنا دون أن نتراجع أو نكلّ، قائلين لهم:
“نحن قوتكم في بغداد ، وقوتنا بكم هي ما نحتاجه لبغداد.”
نحن مجبرون وممتنون، نحن الـ(٢٢٢)، الذين علّمنا مام جلال أن نكون أبناء الشعب، وأن نستمد قوتنا منهم، ونعيدها إليهم.

