كتابة : ژینەر محمد
ترجمة وتحرير: نرمين عثمان محمد
إن التعامل الصحيح مع السياسة والقدرة على القيادة هما العاملان الأساسيان في قياس شخصية الزعيم والقائد، وهما المعياران اللذان يحددان أهلية أي قيادة لتحقيق مستقبل أفضل لأي مجتمع. فمن خلال السياسة يمكن للسياسي أن يحوّل الأهداف المرسومة إلى مراحل متقدمة وإنجازات أكبر، وهذه النقطة هي الأساس الذي يتميّز به القائد السياسي الحقيقي عن غيره ممن يشاركونه العملية السياسية.
شعار الحملة الانتخابية للاتحاد الوطني الكردستاني كان: “نحن قوتك في بغداد”. واستخدام كلمة “القوة” لم يكن مجرد منح الناس والناخبين شعورًا بالقوة كمصدر طاقة سياسية أو وسيلة للنجاح، بل كان أيضًا إشارة إلى قوة الاتحاد داخل العملية السياسية في العراق، وإلى تأثيره على المستويين الإقليمي والدولي والداخلي. وفي الوقت نفسه، كان هذا الشعار أيضًا انعكاسًا لقوة رئيسه، الذي أثبت خلال الفترة الماضية شأنه شأن الأغنية الرائجة ( رئيسه قوي ) في مواجهة الأزمات والمشكلات والتحديات، وتجاوزه للعقبات والظروف الصعبة في مختلف الميادين.
في ضوء هذه المستويات الثلاثة من القوة (قوة الشعب، قوة الاتحادالوطني ، قوة الرئيس)، تبدو معالم المستقبل أكثر وضوحًا، ويمكن مسبقاً فصل الأمل عن اليأس ، وأن تُظهر القوى الحقيقية تميزها عن الضعيفة. وهذا ما برز جليًا في رسالة الرئيس بافل جلال طالباني في مستهل الحملة الانتخابية، حين أكد أن القوة في الإتحاد فهكذا قوة الاتحاد الوطني الكردستاني مستمدة من الشعب، وأن القوة الحقيقية في حماية الحقوق والمطالب تتجلى أيضاً في وجود رئيس قوي.
لم تكن رسالة الرئيس بافل جلال طالباني مجرد خطاب رسمي عابر موجه من رئيس إلى شعبه لاستعادة ثقتهم بالاتحاد الوطني الكردستاني، بل كانت بمثابة بيان سياسي شامل قدّمه رئيس قوي لشعبه. فرغم أن المراحل والظروف والأحداث قد تتغير، وربما تتبدل العلاقات والمعادلات السياسية، فإن العهود والرسائل والمبادئ تبقى ثابتة في مكانها، ويظل الاتحاد الوطني الكردستاني أكثر وفاءً لوعوده من أي وقت مضى. في الحقيقة، يمكن اعتبار هذا البيان السياسي للرئيس بافل بمثابة مرآة داخلية لبرنامج وعهود الاتحاد الوطني الكردستاني في الانتخابات المقبلة.
إن رسالة الرئيس بافل، التي استغرقت سبعة عشر دقيقة، تضمنت أكثر من اثنين وثلاثين محورًا عامًا، عرض فيها رؤية الاتحادالوطني وخطته للعديد من القطاعات، وحدد أهدافه المستقبلية في عراقٍ وإقليم ٍآمنين ومستقرين . كما تضمنت خطابه إشارات لافتة، أبرزها الرقم (2) الذي تكرر في أكثر من موضع، والذي ارتبط برقم قائمة الاتحاد (222)، فترسّخ في أذهان الناس بشكلٍ لافت، حتى دفع الكثيرين إلى التساؤل:
ماذا قال الرئيس في رسالته؟
لتكون اإجابتنا ببساطة: لقد قال كل ما كنا ننتظره بالفعل.

