خصوصية اللغة النسائية في أدب گەلاوێژ
الترجمة: قسم اللغة العربية – موقع گەلاوێژخان
ستران عبد الله
حين كتبت عن أدب گەلاوێژخان وحياتها الاجتماعية، قلت: إن گەلاوێژخان تتمتع بخصوصية فريدة، بفضل اهتمامها بالحديقة الخلفية للثورة وبالحياة الاجتماعية والأدبية.
تكمن هذه الخصوصية في أن بعض الأدباء قد لا يوفقون في توظيف لهجة منطقة معينة، لكن گەلاوێژخان نجحت في استخدام لهجة منطقة السليمانية، وكذلك لغة نسائية في الكتابة، وأرى أن ذلك شكّل تقدماً وإبداعاً جميلاً في نصوصها. لذلك، إن أراد أحد أن يفهم كردستان في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حتى على صعيد العلاقات الأسرية بين عائلات كردستان في الريف والمدينة داخل الثورة، في ظل خوف نظام البعث ومحتل كردستان، والعلاقة بين أسر كردستان داخل الوطن وخارجه – بحكم أن طةلاويَذ خان عاشت فترة طويلة في المهجر – فإن أدبها يشكل معيناً جيداً لفهم ثلاثة أوجه من حياة الأسرة الكردية: في المناطق المحررة التي شهدتها الثورة بكل قلقها وبكل حياتها الحرة وبكل المعاناة التي تواجهها أسر البيشمركة والقادة وأسرة زعيم مثل المعلم إبراهيم أحمد داخل الثورة، وكذلك قلق الحياة العادية في المدينة الذي امتزج بقلق تلك الأسر التي ربطت نفسها بالحركة السياسية الكردستانية، ثم في المنفي حيث الشوق والحسرة علي كردستان ومشاكل الداخل وتلك المعاناة في حقبة الثمانينيات والتسعينيات حين كانت الصلة ضعيفة بين داخل الوطن وخارجه. كل هذا القلق تجلي في أدب گەلاوێژخان,
هذا أدب يحتل مساحة واسعة من السرد، وإنتاجها غزير في هذا المجال. أرى أن جزءاً كبيراً من حكاية وعي المرأة الكردية والأسرة الكردية والعائلة الكردية الممتدة في كردستان، قد بُني على تلك العلاقة بين داخل الوطن وخارجه، بين داخل المدينة والمناطق المحررة، بين الحياة والقلق تحت سلطة البعث والحياة العادية، وبين حياة البيشمركة وفي الوقت نفسه الحرية والاستقلال السياسي الموجود هناك.
وفي ذلك المركز أيضاً حياة الريف والمدن الكردية وأحياناً المنفي، المنفي داخل الوطن مثلاً في جنوب العراق أو حتي الحياة في بغداد.
كل هذا تجلي في قصص وروايات گەلاوێژخان، وحتى في سيرتها الذاتية “ذكرياتي التي لا تُنسي أبداً”. هذه العلاقة بين المراكز الحضرية الكبرى أي مدينة بغداد التي هي عاصمة العراق وفي الوقت نفسه عاصمة تلك الدولة التي احتلت كردستان – هذه العلاقة والرابطة المُنشأة جديرة بالاهتمام حقاً، ليس فقط للروائيين بل لأولئك الذين يريدون أن يكتبوا الحياة الاجتماعية الكردية، ولأولئك الذين يريدون أن يفهموا العملية السياسية في كردستان وخارجها، بعيداً عن السياسة الرسمية للقضية الكردية. بدون كتب گەلاوێژخان، لا يمكنهم الوصول إلي تلك الحياة الاجتماعية.

